” الحب .. وأشباح الخوف “


كتبت :صحر أنور

13895200_1075138239234839_4711280806552332728_nشكراً لكل السيدات والسادة الأصدقاء على المتابعة وعلى هذا الأهتمام الرائع والغير متوقع بمجموعة الكتابات القليلة التي نشرتها لي مجلة كل الناس نيوز والذي أتوجه للقائمين عليها بكل الشكر والتقدير والإحترام.

  وكم كانت مفاجأة بالنسبة لي أن وصلني العديد من الرسائل من الصديقات والأصدقاء منهم من أعرفهم من أصدقائي ومنهم أصدقاء جدد، والتي جعلتني أشعر بسعادة غامرة بهذا التواصل الخفي عبرالمشاعر وهذا التفاعل والإندماج بيننا، وعندما بدأت أقرأ هذه الرسائل إنتابني شعور بإرتباط  شديد بيني وبين الحروف فبدأت أقرأها بعين قلبي فاخترقت جدرانه بسرعة البرق، كما جعلتني أشعر بالحيرة فهل أقوم بالرد عليها أم أكتفي بقراءتها فقط ؟ وبعد تفكير قررت أن أقوم بالرد عليها دون الإشارة إلى الشخصيات أو الأسماء وذلك لكي تكون هناك مشاركة حقيقية بيننا في الحوار وتبادل الرأي والأفكار،ومن هذه الرسائل مايلي :

1- رسائل شكروإعجاب على نشر هذا النوع من الكتابات التي تصل سريعاً إلى القلوب : وهنا لا يسعني إلا أن أقول أنه يسعدني ويشرفني ان اتوجه بالشكر والتقدير والعرفان لأصحاب هذه الرسائل على كل كلمة بل وكل حرف قد كتبوه في رسائلهم لي  فشكراً لكم أحبتي من كل قلبي .

2- رسائل تحمل إستفسارات عما إذا كان ما أكتبه هو من تجاربي الشخصية أم من وحي الخيال ؟

وهنا أحب أن أقول أن ما أكتبه هو رحيل القلم في رحلة الحياة، قد تكون هذه الحياة مرتبطة بأشخاص خيالية أو حقيقية، قد تكون مرتبطة بموسيقي معينة أو أغنية معينة مثلاً، قد أستقيها أحياناً من ملامح السعادة والحزن التي ترتسم على وجوه الآخرين، قد أكتبها أحياناً من أوجاعي الشخصية .. في النهاية هي حروف من روح الخيال الواقعي

3- كانت المفاجأة بالنسبة لي هي كثرة عدد الرسائل التي وصلتني تحمل معاني مختلفة لسؤال واحد وهو: من وجهة نظري هل يوجد فعلاً هذا الحب الجميل وهذه المشاعر الراقية على أرض الواقع والذي أصبح فيه عدم الأمان والخوف من الفراق والحزن والإنكسار هو السمة الأساسية ؟ في الحقيقة أثار هذا السؤال تقكيري لفترة طويلة فقررت أن تكون إجابته هو موضوع اليوم :

 ” الحب .. وأشباح الخوف “

خلق الله الكون بالحب والجمال، خلق كل شيء جميلاً، متناغماً تعمل كل مخلوقاته وذراته على عزف نغمات كونية نورانية ربانية واحدة ، كلٌ له دوره، ومجاله. فلننظر كيف يعمل هذا الكون في حب؟

أما نحن بنو آدم فقد خلقنا الله من روحه وبقلوبنا على الفطرة التي لا تحمل إلا الخير والحب. والحب هنا يشمل كل أنواع العلاقات، الحب للوالدين، للأبناء، للعائلة والأصدقاء، حب الوطن والمجتمع وهكذا .. ولكن مع مرور الزمن والتغيير والتطور المتلاحق أصيبت مشاعرنا وعواطفنا وتغيرت هي أيضاً تبعاً لهذه التغيرات، فأصبحنا نحمل بداخلنا الجينات التكنولوجية بدلاً من الجينات الإنسانية  ليس لدينا القدرة على تحمل بعضنا البعض بل والأكثر أننا أحياناً لا نتحمل أنفسنا ذاتها. مما أدي إلى إصابة المشاعر بالهشاشة وضعف قوة الحب الكامنة بداخلنا .

اصبحنا نشعر بالخوف من الحب حتى لا نشعر بالضعف أمام من نحب .. مع أن أجمل وأرق وأقوي ضعف هو ضعف الحب .

أصبحنا نشعر بالخوف من الحب حتى لا نفقد نفوذنا أو أموالنا ، فهناك الكثير من الناس من أصحاب النفوذ وممن يهتمون بجمع المال يخافون من الوقوع في الحب حتى لا ينفقوا أموالهم على الإرتباط والزواج بمن يحبوهم.

أصبحنا نشعر بالخوف من الحب حتى نتجنب مشاعر الفراق والإنكسار والضياع  نتيجة ما نراه ونسمعه من تجارب فاشلة وإرتفاع نسب الطلاق حتى وإن كان الزواج على حب بين الطرفين .

أصبحت كلمة ” أحبك ” التي تقولها العين والخلجات والتي يهتزلها الوجدان والتي تبث الحرارة في الجسد إلى درجة الغليان قبل أن ينطق بها اللسان .. اصبحت عملة نادرة .

العديد والعديد من العوامل التي أصابت الصورة الذهنية للحب بداخلنا والتي تطارده أشباح الخوف يننا، ولكن وبالرغم من كل هذا فمازالت هناك قلوب تعرف كيف تستقبل ذبدذبات الحب البريئة وكيف تستقبل إشارات طهر العلاقة ونقاء المشاعر ..  مازالت هناك أرواح تتلاقي في عالم الغيب تتعانق وتتعاهد على ألا تفترق فيشعر كلاً من الحبيبين في الواقع وكأن مس كهربي قد مس قلوبهما وربط بينهما فيشعرا وكأنهما معاً منذ قديم الأزل.

 سيظل الحب دائماً وأبداً عطراً ناعماً كعطر الياسمين يتناثر على جبين الكون ..

 المهم نحب بصدق