الحياء هو ذلك الخلق الجميل الذي يعتبر هو المعيار الحقيقي لأنوثة المرأة ليس في جمالها وليس في علمها وليس في حسبها إنما هو في حياءها. هذا الحياء الذي أخبرنا به المولى عز وجل في قصه سيدنا موسى، حيث ذكر الله إحداهما بصفه وحيده تمثل كتالوج الجمال وهي صفة الحياء فقد قال تعالى (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء) ليبين الله لنا ان الحياء زينة وتاج للمرأة وعنوان للجمال وفى هذا اشاره واضحة ان المولى وعز جعل من الحياء قرينا للمرأة لأنه يزيد من بهائها وجمالها وعلى هذا قبل سيدنا موسى عرض سيدنا شعيب دون تردد وهو الزواج من احدى ابنتيه بتقديمه مهرا عشر سنوات خدمة مقابل إعجابه بهذا الحياء. أدرك سيدنا موسى ان هذه المرأة تتباهى بحيائها فأراد أن يشاركها تقدير هذا الحياء فطلب منها ان تتبعه من خلفه وتدله على الطريق دون أن يلتفت إليها ليكمل لها رداء الحياء كاملا … ما أجمل هذا الإحساس الذي ترتعش له كل اوتار الجسم فيعزف سيمفونية يتذوقها كل من له قلب وعقل وعين، ويدرس لغتها وترجمة حروفها كل طالب علم، لغة يصعب تطبيقها، تحتاج إلى تربة خصبه لتنتج نبات صحي، لغة الزمن الجميل، زمن تتغذي فيه المشاعر بالهمسات وترتوي بالأنفاس وتضيء الشموع قناديل العين فلا ترى شعيرات الشيب في ضفائر القلب، ولا ترى النصف الفارغ من الكأس، فالقلب كحبات السكر القاسية يذوب في أي سائل بداخل الكأس. عودي حبيبتي إلى خجلك…عودي إلى احمرار خديك واسقطي المطر من وجنتيك وخبيء طرف عينيك عودي حبيبتي إلى نعومة أظافرك إلى بياض وجهك أضيئ نور قمرك في حلكة الليل حتى يضيء كل من حولك. عودي إلى غصنك الأخضر اليافع ليصحح حياؤك خلايا انوثتك ويعيد الشباب إلى رقتك لتحميك من تجاعيد الأنوثة وتكون طبقه عازلة من اشعه ضغوط الزمن. اجعلي حياؤك هو المتحكم الاول في قيادة ذاتك، لا تجعلي انوثتك هي جواز سفرك للمرور بموانئ بعيده عن شاطئيك…. احتفظي بابتسامتك البريئة وضحكتك العفيفة. يا ليت كل نساء العالم يدركن ما للحياء من قيمة وجمال وكيف انه يلبس الأنوثة ثوب الزفاف ليطفئ عليها الغموض الإيجابي على شخصيه الأنثى حتى تصبح ملكة جمال الكون حياءا