عندما نحب ………
نشعر وكأن سهماً إخترق القلب فجأًةٍ دونَ ميعاد
شيئاً غريباً تسللُ دَاخلُنا .. إِمتلك الحنايا واستقر
نترنح من نشوة السعادة والإرتباك معاً
نتغير .. نتبدل ..نتحول إلى مشاعر فقط
نطير فرحاً .. نعانق السماء ونسابق النجوم تارةً
ونزداد لهيباً وإشتعالاً من عذاب الشوق تارةً أخرى
يزداد إهتمامنا بأنفسنا .. حركاتنا .. حتى عطرنا
تزداد الإبتسامة إلتصاقاً بالشفاه .. تخرج الضحكة من القلب
نتنفس غراماً .. لا تهدأ لهفة الحنين ولا تنام
نحب الليل.. نعشق السهر.. نصاحب القمر
لغة العيون لا تسمح لبقية اللغات بالكلام
فتصبح حروفنا نظرات .. والحوار بين بياض العين والنني
يتحول الهاتف إلى وسادة حريرية.. وحروف الرسائل إلى ورودا
يسري عبيرها عبر الأسلاك يداعب مشاعرنا
لا ندري من أين تأتي مشاعرنا التي تتدفق علينا كشلال عطر
فنصبح رذاذاً من العطر متناثراً من قارورة الكون.
عندما نكره ……….
نشعر بطعم المرارة
يعتصر الألم الضلوع
تأتي الكراهية كالنيران
تأكل اليابس والأخضر من داخلنا
تقتلع من قلوبنا الرحمة والحنان
بركان من الغضب يجتاح كل ماحوله
نشعر حينها أننا لا نرى حتى من كانوا يوماً ما أحباباً
لا نشعر بالخوف على أحد .. لا نستمع لصراخ أحد
وكأننا جثث متحركة تسير على أنقاض ما تبق من حولها
بعد أن تم إسدال الستائر السوداء على العيون.
عندما نفرح ………..
تملأ الفرحة القلوب والعيون
تزداد العيون لمعانا .. ودقات القلب إبتهاجاً
نغني .. نرقص في الهواء كالطيور
تتفتح الحياة كزهرة الياسمين .. وتتلون بألون قوس قزح
ترسل لنا الشمس من ضياها خيولاً ذهبية تحملنا إليها
الفرحة هي السعادة من قلب القلب .
عندما نسافر ………..
نرتب مانحتاج إليه بعناية في حقائب السفر
ولا نعلم أننا نرتب بعناية أيضا أوجاعنا وهمومنا معها
ولا ندري من يحمل من ؟
هل نحن من نحمل حقائب السفر ؟
أم هي التي تحملنا ؟
يا طريق السفر المتجه نحوى
هل تقبلنا معك في رحلة اللانهاية ؟
الطريق محفوف بالمجهول غير محدد المعالم
ليس لنا هوية ولا عنوان
إنه السفر ….
قد نسافر عبر الطرق .. عبر الزمن
ولكننا دائماً نسافر من داخلنا إلى داخلنا في ترحال خفي .
عندما ننسى ………..
علينا أن ننسى كل شيء
نزيل غبار الماضى
نعالج جراح السنين
نمحو آثار العذاب ولأنين
علينا أن ننسى كي نبدأ من جديد
نجمع كل الأيام والسنين فى بوتقة الذكريات
نحرقها وننثرها رماداً
ولكن عفواً
لن ننسى أن نحتفظ بالذكريات العذبة فقط .