الفارس .. والغرور … الجزء الثاني
سارت في طريقها دون أن تنظر إليه .. ظل صامتاً ينظر إليها وهي تبتعد عنه في خطوات واثقة وسعيدة من نشوة الإنتصارولكنها لم تدرِ إنها قد أخذت أنفاسه معها… وبعد لحظات مرت عليه كدهر من الزمن حاول أن يعود للحياة مرة أخرى وظل يسأل نفسه ماذا يفعل ؟ ولماذا رفضته ولم تلهث ورائه مثل الفتيات التي تلتف حوله وتتمني أن تسمع منه كلمة واحدة ؟ هل عرفت شيئاً عنه؟ هل عرفت شيئاً عن ماضيه ومغامراته وعلاقاته ؟ هل هذا هو عقاب الغرور له عن جرحه للنساء من قبلها؟ ولكن سرعان ما أقنع نفسه يأساً بإنها لم تعرف شيئاً عنه وإنها ماهي إلا مجرد فتاة جذبه جمالها ليس أكثر.. ثم أخذ قرار أنه لن يفكر فيها مرة أخرى ولن يحاول أن يراها حتى ولو صدفة …. ما كل هذا الصراع والعذاب.
فكان يذهب إلى عمله في محاولة للنسيان لكن ذهنه الشارد يمنعه، يخرج مع الأصدقاء إلا أنه سرعان مايشعر بأنه لا يريد أن يرى أحداً غيرها، يحاول أن ينام فيراها أميرة أحلامه .. ماذا حدث ؟ لقد أصبحت تشاركه نومه وصحوه ويومه ..
لقد أيقن حقاً أنه لم يستطع تنفيذ القرار .. لم يستطع أن ينسى عيناها فمازال بريقهما في عينيه ، يعشق تفاصيلها وسحرها ، ولكن كبرياءه وخوفه من رفضها له يمنعه ، وفي يوم ذهب يمتطي جواده كعادته وظل يجري ليسابق الريح فكان كلما نظر أمامه يرى وجهها على المدى هناك فيطير إليه فيجده سراباً … إلى أن رآها مرة أخرى صدفة وهي تمتطي جوادها أيضاً فلم يصدق عينيه ، إنتفض إنتفاضة المحارب وهو يتخبط بينه وبين نفسه ، فهناك صراع حائر بين كبرياءه وضعفه أمامها ، فهو يريدها ولا يريدها في نفس اللحظة ، يحاول أن يبتعد عنها وهو في قمة إشتياقه لها ؟ يشعر أن صدى دقات قلبه أعلى من الأنغام الصادرة من موسيقى الجاز، يسأل نفسه ماذا أفعل ؟ ماذا أفعل ؟ كل مافيه ينتفض، فراح يخطف النظرات من بين الرموش حتى لا تلمحه وهو يصرخ من شغاف قلبه.. أحبك ألا تسمعيني ؟؟؟ إلا أنها فجأة سقطت من فوق الجواد فطار سريعاً إليها ليحاول أن ينقذها فأخذها بين يديه وهو ينفض الرمال من على شعرها الذى تطاير على صدره، ومن على وجهها الذي بمجرد أن لمسه سارت قشعريرة الحب في جسده، فضمها إليه في رفق ليحملها بين ذراعيه خوفاً ولهفاً عليها . و دار حواراً صامتاً بين العيون عبر الرموش والجفون … دعونا نسمع شدو الحوار ….
قال :
حبيبتي يامنايا
مٌذ رأيتك .. رأيت ربيع حياتي في عينيكِ
وأحببت نجوم السماء في شفتيكِ
حبيبتي ياأجمل النساء ..ياشوق الصباح
قتلني الصد منكِ
فتناثرت دقات قلبي أشلاء
هجرك ياأميرتي قد مزق ودادي
أحبك .. فهل تسمعي دقاتي ؟
قالت :
علمت إنك لا تهوى النساء
وأن كلهم عندك سواء
ولك في كل يوم حكاية
والسمراء عندك كالشقراء
تمتلك قلوب العذارى
وتعشق عطر الحيارى
وجرح النساء لك هواية
وأنا .. لن أكون من حروف تلك الرواية
فقال :
بل أنتِ من امتلكت القلب قبل الميلاد
وسكنت في الحنايا والعيون
تسري كدمي في وريدي وشرياني
نظرتك تسكرني وتشعل إحساسي
ها أنا أعلنها وأنا الفارس رافعاً راية الإستسلام
أني أصبحت لكِ أسيراً في وطن الهيام
وأن حبك هو الوطن لقلبي الشريد بلا أوطان
حبيبتي .. أعلنها دون كبرياء
إنك في كوني آخر النساء
وأنك للرواية أروع نهاية
وأن أحبك .. حتى النهاية
فهل تقبلي ياأميرة كوني وسر عيوني
حب قلب عاشق مفتون ؟؟؟