متشابهان … ”
عندما كتبت ” أنتظرك منذ زمن طويل ” كتبتها نتيجة تفاعل مشاعري مع رسائلكم بالإضافة إلى شعوري بالحنين إلى أصدقاء لم أراهم منذ الطفولة وانقطعت وسائل الإتصال بيننا فتمنيت أن أرسل لهم هذه الرسالة وأن أستطيع أن أتواصل معهم وأراهم من جديد. إلا أنني لم أتوقع كل هذا التفاعل مع الموضوع والذي أسفرعن مشاعر مختلفة منها الإيجابي ومنها السلبي وأيضاً كم الإحتياج والإشتياق إلى أصدقاءنا الذين فقدناهم ونتمني رؤيتهم من جديد .
وسوف أعرض اليوم إحدى الرسائل العديدة التي وصلتني والتي تضمنت موقف مختلف وصعب جداً أن نتحمله من أقرب الناس لنا، تحمل من المشاعر السلبية والغضب والخروج عن المعاني الحقيقية للصداقة حيث كتبت صاحبة الرسالة ما يلي :
” انتي بتتكلمي كلام مثالي اوي ومش موجود في الحقيقة لأن صاحبتي الوحيدة اللي كنت بحبها واقف جنبها واساعدها وكانت بتعيش معايا في بيتي مع جوزي واولادي كأنها اختي وواحدة من العيلة اخدت مني جوزي وعرفت انهم متجوزين من سنتين من ورايا وقاعدة وبتيجي تقعد عندي في البيت عادي ولما عرفت طلبت الطلاق وجوزي وافق يطلقني انا ويستمر معاها يبقي هي دي الصداقة اللي بتقولي عليها ؟ ”
ياسيدتي : النفس البشرية من أكثر المخلوقات تعقيداً في تكوينها فهي تجمع داخلها كافة مفردات الإنسانية وأيضاً كافة المتناقضات فيها ولكنها بدرجات متفاوتة ،أعلم مدى ألمك وحزنك بل وصدمتك في أقرب الناس لكِ وهما زوجك وصديقتك، فالخيانة جرح لا نستطيع أن ننساه أو نغفره ، فكيف تنسي الزوج والحبيب الذي كان مصدر الحنان والأمان أنه أصبح الزوج الخائن الغادر، كيف تنظري إليه وفي عينيكِ صورتهما معاً ؟ كيف تتحملي الطعنات القاتلة منهما ؟ كيف تعود إليكِ زهور حياتك بعد أن إقتلعوها من جذورك وأعماقك ؟ وما السبيل بعد أن أتى الظلم من أقرب إليكِ ؟
ولكن إعلمي أنها أبداً لم تكن صديقة مخلصة لك، لأنها إن كانت كذلك لكانت أحرص الناس وأكثرهم خوفاً عليكِ وعلى بيتك وحياتك ، لكانت إذا رأت منك خلل في تصرفاتك مع زوجك أول من يساعدك على إصلاحه وليس إستغلاله لصالحها ، كانت إذا رأت أن هناك سلبيات في حياتك قامت يدها بيدك على تحويلها إلى إيجابيات لسعادتك أنتِ وليس إظهارها سلاح ضدك، لكانت أول من تخشي على إحساسك ومشاعرك وعدم جرحك .. وإن قلنا أنها كانت صديقة حقاً ولكن ضعفت مشاعرها وإنحرفت عن مسارها مع هذا الزوج كان أولى لها افبتعاد فوراً عن حياتك ونهائياً إلى أن تتعافي مما اصابها من ضعف .
أما بالنسبة لهذا الزوج فهو بالفعل قد أخطأ وخان وغدر، ولن اقول لكِ أكثر من جملةٍ واحدة وهي أنه من باعك وطعنك بخنجر الخيانة فلا أسف عليه ولا بكاء، لأنه لو كان يحبك حقاً لما كانت عيناه ترى غيرك، وكان أول من يحافظ عليكِ زوجةً وأمٌ لأولاده، ولم يكن يستجيب لأي ضعف أو إغراء مهما كان وفاءاً وإخلاصاً لكِ ولما بينكم من حياة وعشرة سنين. وكما قال نزار قباني .. ” ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﺗﺒﻜﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﺼﺪﻗﻲ ﺃﻧﻪ ﺣﺰﻳﻦ ﻟﻔﺮﺍﻗﻚ! ﻓﺪﺍﺋﻤﺎً ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺷﺮﻗﻲ ﺑﺪﺍﺋِﻞْ .”
أما أنتِ يا سيدتي فعليكِ أن تواجهي نفسك بكل صدق، وبأنكِ كنتِ إحدى أسباب هذه المشكلة حيث أتيتِ بامرأةٍ أخرى معك في البيت فكان طبيعي جداً أن تنشأ نوع من المقارنة والإختلاط والتقارب ، كما أنكِ من المؤكد أن هناك جوانب نقص وفراغ في حياة زوجك لم تكوني قد وجهتي لها الإهتمام الكافي مما جعله يبحث عمن تملأ هذا الفراغ حتى لو كانت أقرب أصدقائك . ومع ذلك لابد أن تكوني أنتِ الأقوى برغم نزف جرحك وقتل كرامتك وكبرياءك ، وكشف الخداع ونزع الأقنعة، حقاً ما أقسي الشعور بالغدرمن شخصان متشابهان الزوج والصديقة الذي كتب هذه الحروف .. دعونا نسمع أنين الألم ونقرأ دموع الجرح ….
متشابهان ….
أحلامى تتساقط… أحزانى تملأنى
أى ألم هذا .. أى ألم كأن مخالب الحزن قد مزقتنى
أى ألم هذا الذى يجبرنى على إرتدائه عندما تسقط كل الأقنعة أمامى ؟
أقنعة الغدر والخيانة .. أقنعة ترتديها وجوه البشر !
ألف وجه ووجه للحبيب … وألف وجه ووجه للصديقة
تشابهت الوجوه بينهما وإندمجا فى تبادل الأقنعة
وجدت نفسى بينهما لا أملك إلا صدقى ووفائى ووجهى الوحيد ..
أهذا خطأ منى حيث لم أتعلم إرتداء الأقنعة وتعدد الوجوه ؟؟
أشعر أنى طير كسير الجناح فوق أغصان غابة من البشر
زهرة ياسمين فى ارض المشاعر الجرداء
لذا .. قررت أن أكون انا كما أنا .. فأنا أنقى من زيفهما .. أرقى من خداعهما
ولن أرتدى الأقنعة مهما كان الثمن .. فلن أكون غير نفسى
فهما متشابهان فى إرتداء أقنعة الخيانة .. وتمثيل أدوار البطولة في رواية الغدر
فليغرقا معاً فى المشاعر الزائفة .. الزيف عمره قصير أما الوفاء فمداه بعيد
فماذا بعد الغدر ؟ .. ماذا بعد جرح الكبرياء وأغتيال الوفاء
والآن …… أقف فوق قمة جبل الأحزان .. أنظر حيث العيون بقايا أمانى ضائعة
وحيث طيور الحب فقدت الرغبة فى البقاء.. والغناء
أتعلق بنجوم أحلامي المبحرة مدركة أنها أصبحت أوهام
يا أحلامى القريبة ماأبعدك… ليتك مثلى حزينة فى زمن فقير الأفراح !!!
لا تتأملى الغدر ولا تتوقفى … فبعد الغدر كل شىء مباح
ولكن .. برغم جرحى سأظل أنا كما أنا
الوفاء ذاتى .. أرتدي كبريائي ..
فوداعاً ايها الحب الجميل … بألوان وفائى أودعك
برغم كل المعانى … ورغم التفانى وما كان بيننا من حب وأماني
أبداً حبيبي إليكَ لن أعود …
مهما توسلت عيناك سأهرب من دموعها .. حتى لا يهزمني ضعفي برؤياك
أبعد عنى دفء يداك ..و دعنى أنسى وأتعود منهما على برد الشتاء
لن يصبح حبك لي حصناً أبداً يوماً ولا حضن الأمان
وداعاً حبيبي ..
وسلام عليكِ ياروحي المتعبة
فالزمان يسير بنا وأنا أهدهدك أيتها الروح .. فاهدئي
و يا زمانى ألا ليتك صفيت لي يوماً .. أو حتى بعض يوم ؟؟؟
Top of Form