آه لو لعبت يا زهر.


بقلم : حنان المطوع .

آه لو لعبت يا زهر.

آه لو لعبت يا زهر، جملة صغيرة لكنها مليانة حكايات، تخرج من أفواه الناس كلما شعرت الدنيا إنها مش عادلة، كلما شفت واحد حظه واقف جنبه وواحد تاني بيجري ويلهث من غير أي مكسب. الجملة دي مش مجرد كلمة، دي تنهيدة شعبية فيها وجع وضحكة، فيها أمل صغير وحنين لمكان ما في حياتنا نرمي فيه الزهر ونقول: يمكن المرة الجاية تكون لعبتنا. الزهر هنا مش حجرين بيتدحرجوا على الطاولة، ده صديق غامض، صاحب مزاج، بيحب يلعب ويحب يقلب الموازين، ساعات يضحكلك وساعات يغمك في ضحكة القدر.

تخيل معي الزهر، حجر صغير لكنه مليان حياة. مرات يكون حليفك، يفتح لك أبواب ما كنتش تحلم بيها، وفجأة تلاقي نفسك كسبت جائزة صغيرة في لعبة بسيطة، أو حتى ضحكة طفل في الشارع. ومرات يكون عدوك، يقف في وشك ويخليك تقول: ليه أنا؟! ليه كل شيء بيحصل للآخرين؟ لكن العجيب أن «آه لو لعبت يا زهر» مش بس حزن أو استسلام، دي سخرية لطيفة من القدر، دي رسالة لنفسك تقول: لسه اللعبة ما خلصتش، استنى، الدور الجاي ممكن يكون حظي.

في حياتنا اليومية، الزهر بيظهر في كل مكان. في امتحان مهم، في مقابلة عمل، حتى في رحلة بسيطة للسوق. مرة تلقى نفسك حظك جميل وتقول: يا سلام، الزهر لعب معايا. ومرة تلاقي كل شيء بيقف ضدك، تقول: آه يا زهر، ليه؟ وفي كل مرة، في لحظة ما، الزهر بيعلمنا درس: الحياة لعبة، وكل ما فيها مفاجآت، وكل ما فيها دروس. واللي يضحك في الموضوع، إنه مهما حاولت تتوقع، الزهر دايماً عنده خطة ثانيه، مفاجئة وغريبة، تخليك تضحك أو تتأمل، أو الاثنين معاً.

ومش بس كده، الزهر يعلمنا الصبر. لأنه يعلمك إن اللعبة ما بتنتهيش بالمرة الأولى، وإن الفوز الحقيقي مش دايماً في النتيجة، لكنه في المتعة، في التحدي، في الجرأة على اللعب حتى لو خسرت. كل مرة ترمي فيها الزهر، حتى لو ما جابتش الستة اللي كنت تحلم بيها، بتتعلم حاجة جديدة عن نفسك، عن رغباتك، عن أملك، وعن قدرتك على الاستمرار.

وفي النهاية، الحياة كلها لعبة زهر كبيرة. نرمي ونستنى، نضحك لما تيجي الستة، ونقول قدر لما تيجي الواحد. وطول ما قلبنا ولساننا يقول: «آه لو لعبت يا زهر»، يبقى لسه في شغف، ولسه في أمل، ولسه في رغبة نعيش اللعبة بكل حماسها. يمكن الزهر يوماً ما يلعب معانا، مش ضدنا، ونكتشف إن كل لحظة صعبة كانت مجرد تدريب صغير للستة الكبيرة، الستة اللي تخلي الحياة تبتسم لنا. وفي اللحظة دي، تضحك، تقول لنفسك: اخيراً، لعب الزهر معايا، وكانت اللعبة تستحق كل انتظار وكل قلب خاف وخاف مرة تانية، وكل روح قالت آه لو لعبت يا زهر.