اعتزال الكابتن نبيل عادل امام أيقونة كرة السرعة بعد مسيرة 32 عاما حقق 21 ميدالية ذهبية ببطولات العالم غير بطولات الجمهورية

كتب : محمود هاشم

تحدث أيقونة كرة السرعة الكابتن نبيل عادل امام لاعب كرة السرعة للمنتخب المصري ونادي هليوبوليس وصاحب الألقاب والجوائز الكثيرة والكثيرة عن مشواره حياته الرياضية من بدايات كرة السرعة حتي اخر ألقابه ببطول الجمهورية الأخيرة لجريدة كل الناس نيوز .
وحانت اللحظة…
انتهت بطولة الجمهورية لموسم 2022-2023 بعد 6 ايام من المنافسات القوية.. و معها, حان الوقت لاسدال الستار علي مسيرة امتدت لاثنين و ثلاثين عاما في الملاعب كانت بمثابة عمر كامل.
و مثل أي لحظة فارقة نعيشها, يأتي قرار الاعتزال مصحوبا بالعديد من الذكريات و المشاعر و الأحاسيس المتضاربة, لكن أهم ما أتي به هو الرضا و السعادة و الفخر بما حققته في كرة السرعة علي مدار أكثر من ثلاثة عقود من الاجتهاد.
لم اتخيل منذ بداية معرفتي باللعبة في أكتوبر 1991 أنني سأتعلق بها الي هذا الحد الكبير – الذي يتخطي مرحلة العشق – و أنني سأرتبط بكافة عناصرها علي مدار هذه الأعوام الطوال.
بطولة هذا العام هي بطولة الجمهورية رقم 30 التي أشارك فيها حيث بدأت أولي بطولات الجمهورية عام 1992 في صالة نادي الزهور و استمرت المشاركات كل عام حتي اليوم (باستثناء عام 2009 و الذي تم نقل البطولة فيه من سبتمبر كما كان الحال سابقا الي مارس 2010 و كذلك عام 2011 الذي تم الغاء البطولة فيه نتيجة ثورة 25 يناير). خلال هذه الأعوام أقيمت بطولة الجمهورية في العديد من الصالات و الأندية بدءا بصالة نادي الزهور و مرورا بصالة أكاديمية الشرطة و صالة النادي الأهلي بالجزيرة عامي 1994 و 1995 ثم ستاد القاهرة في معظم الأعوام و كذلك صالة الانتاج الحربي و صالة نادي القناة بالاسماعيلية و غيرها , و كانت دائما بطولة الجمهورية حدثا ينتظره اللاعبون كل عام و يجتهدوا من أجل الظهور بأفضل مستوي فيها. و من الجميل أن اختتم المشاركة فيها برقم قياسي أخير و هو أكبر من يفوز بذهبية في بطولة الجمهورية (39 عام).
علي مدي هذه السنوات الطويلة, امتزجت لحظات الفرح و الانتصار بلحظات التعب و العرق و كذلك لحظات عدم التوفيق و الانكسار و أوقات من الغضب أو الحماس المتدفق, لكن أبرز ما أتذكره دائما هو الشغف تجاه اللعبة و الذي لم يخفت أو يقل أبدا و الذي كان طوال الوقت هو الوقود الذي يحركني و يدفعني للاستمرار و المواصلة و الطموح لتحقيق المزيد.
عندما أنظر للوراء و أتذكر اللحظات الأولي لي في اللعبة, أعلم تماما أن البداية لهذا الطفل النحيف و الضعيف بالمقارنة مع أقرانه لم تكن لتوحي أبدا بمثل هذه المسيرة التي انتهت بالفوز ب21 ميدالية ذهبية للكبار في بطولات العالم (رقم قياسي) و 3 ميداليات ذهبية علي مستوي الناشئين خلال المشاركة في 17 بطولة عالم عبر 20 عام (رقم قياسي). كذلك اللاعب الوحيد الذي نجح في تحقيق Career Slam علي المستوي الدولي من الرجال – مع المتميزة ندي ممدوح سعد في السيدات – و هو الفوز بالميدالية الذهبية في كافة المنافسات في بطولة العالم (السولو (4 مرات) و الفردي (9 مرات) و الزوجي (4 مرات) و الزوجي المختلط (3 مرات) و التتابع(مرة)). بالاضافة الي العديد من الأرقام القياسية علي مستوي بطولة الجمهورية كأكثر اللاعبين فوزا بذهبية العمومي في السولو (8 مرات) و الفردي (13 مرة) و الزوجي ( 8 مرات – 4 مرات مع محمد لطفي و 4 مرات مع اسلام أشرف) و الزوجي المختلط (9 مرات – 3 مرات مع روضة طموم و 6 مرات مع رؤي الهلالي) و التتابع (15 مرة) و التتابع المختلط (11 مرة).
مع اعلان الاعتزال, ينبغي قطعا أن أتوجه بالشكر الي العديد و العديد من الاشخاص الذين عاونوني و ساندوني طوال المشوار. و بالقطع, فان الفضل و السبب الأول فيما وصلت اليه هو لأمي و أبي. بكل بساطة يمكن القول أنه لولا اهتمامهما و رعايتهما لي و لأخوتي و تشجيعهم المستمر لنا في الانتظام في التدريب و الحفاظ علي التوازن بين الدراسة و التدريب (ليس لكرة السرعة فقط, بل كرة السلة ايضا علي التوازي لسبع سنوات), لولاهما لما حققنا أي شي. الانغماس في التدريب بالنسبة لهما كان بنفس مستوي انغماسي أنا و أخوتي فيه, فكانا يحضرا للمتابعة و يعدوا لنا في اللعب السولو و كنت ألعب مع والدي (الذي كان لديه ارسال قوي جدا :)) حتي استطعت الفوز عليه لأول مرة في عمر ال11 عام ..الخ.. و طبعا رافقونا في كل البطولات في مختلف المحافظات (وقت ما كان اللعبة منتشرة حقا و تقام بطولاتها في أماكن كثيرة).
الحديث عن الدعم العائلي يمكن الخوض فيه لأيام و أسابيع في الحقيقة. و بكل صراحة فانني لن أجد الكلمات التي يمكن أن تعطيهم حقهم, لذلك سأعتمد علي معرفتهم بكل ما أشعر به من امتنان تجاههم و أقول لهم “شكرا الي ما لا نهاية”..
لا خلاف أن أهم الشخصيات التي أثرت في مسيرتي هو كابتن محمد أمين, مدربي منذ أول مرة أمسكت فيها المضرب ان تأثيره يتخطي بكثير الجزء التقني أو المهاري, فهي مسيرة امتدت لما يزيد عن 30 عام تعلمت و استفدت منه علي النطاق الرياضي و الشخصي الكثير.
ومن الشخصيات التي أدين لها بالفضل طوال العمر, يأتي العظيم محمد حسين لطفي مبتكر و مخترع رياضة كرة السرعة, الذي كان المثل الأعلي في عشق كرة السرعة و التي كانت بالنسبة له و لزوجته – رحمة الله عليهما – بمثابة الطفل السادس كما كانا يقولان دائما. منذ أعوامي الأولي, كان رحمة الله عليه يشجعني و يحفزني للتميز – رغم أنني كنت وقتها المنافس الأول لحفيده – و رغم ذلك كان يعاملنا نفس المعاملة بالضبط و أطلق علينا عام 1994 لقب “أبطال العالم عام 2000” و هو ما تحقق بالفعل – و قبلها بعامين كان يصطحبني أنا و محمد لطفي الحفيد لعمل لقاءات للتعريف باللعبة سواء في اندية أو فنادق أو سفارات و حتي في معسكرت الجيش و الأمن المركزي – و كانت حقيقة السنوات الذهبية للعبة.
طبعا تأثرت بالعديد و العديد من المدربين في النادي, مثل ك ناجح سالم و ك سمير فارس و دكتور مدحت أبو سريع و أصدقائي من اللاعبين/المدربين عثمان يوسف و سندس محمود.
لا يفوتني توجيه شكر خاص للراحل فوزي محمد – والد ابراهيم و أسامة و أشرف و احمد فوزي – الذي كان له الفضل في ثقل و تنمية مهاراتي و رفع مستواي عندما فتح لي و لمحمد لطفي أبواب نادي مدينة نصر في اواخر التسعينيات و بداية الألفية للتدريب مع أسامة و أشرف و أحمد و غيرهم من لاعبي مدينة نصر المتميزين وقتها و كان ذلك مهما جدا لتطوير مستواي و تحقيق طفرة.
علي مستوي اللاعبين, فانني كنت من أكثر المحظوظين لأنني حضرت أساطير اللعبة كلها و شاهدتهم من الملعب. و استفدت مع العديد و العديد منهم علي مدار الأعوام. و بالفعل اخشي نسيان ذكر الاسماء لأنهم كثيرون للغاية .
لكن من الواجب علي شكر بعض الأسماء التي اثرت في بشكل خاص مثل أحمد شريف راشد – ملهمي الأول – و كريم اسماعيل (أول من علمني السحبة) و رفقاء الكفاح محمد أحمد لطفي و أحمد ياسر أنور و اسلام شعلان و روضة طموم و سندس محمود و سالي الغول و نجلاء العجرودي ونهي أبو زيد و محمد ناجي و هادية رشدي و علياء مشرف و تامر ورامي اسماعيل و عاصم مراد و يوسف نصر و احمد عمر و كريم و رامي السراج و بالطبع أخوتي كلهم.
يظل هناك أحد الأشخاص الذين كان لتواجدهم أثرا مميزا و سببا مباشرا فيما وصلت له: أحمد فوزي… حقيقة لقد استمتعت بمنافستك يا أحمد علي مدار 15 عاما من التنافس القوي الشريف الذي كان يمتعني و يحفزني. أحلي أيام و العصر الذهبي لنا .
و أخيرا, لا يمكن الختام قبل شكر زوجتي و بطلتي رؤي الهلالي التي كانت و لازالت الداعمة و المساندة لي عبر السنوات و تحملت “جنوني” و ارتباطي الشديد باللعبة – و الذي لا يمكن أن يتحمله أو يفهمه الا من كان له نفس الشغف. ربنا يخليكي ليا .
وفي النهاية, أشكر كل من استطاع مواصلة القراءة الي هذا الحد .. و أعتذر لكل من ساعدني و عاونني و نسيت ذكر اسمه. حان الوقت لبعض الراحة الجسدية , و اعادة تنظيم الأولويات, و التفكير في كيفية افادة و تغيير مسار اللعبة في الفترة القادمة.
رمضان كريم و كل عام و حضراتكم بخير.




































