الموهوبة فنيا .. والراقية إنسانيا الباليرينا الجميلة .. ماجدة صالح كرموا أنفسكم … بتكريمها

كتب: فارس سعد
تعلن ثنائية الخير والشر عن نفسها فى كل لحظة من لحظات هذا الكون الهائل الذى نحيا فيه.
وتختلف نسبة كل من الخير والشر فى تجلياتها التى تعبر عنها، فأحيانا تكون بسيطة تأثيرها ضئيل، وأحيانا كبيرة تأثيرها قوى.
وعلى قدر نفورنا وتألمنا وإنسحاقنا أمام الشر.
على قدر ماتكون ساعدتنا وفرحنا ورقينا وإرتقاءنا بفعل الخير.
ماجدة صالح … هى واحدة من التجليات الجميلة فى هذا الكون التى تمثل فيه الخير والجمال، بنسبة كبيرة، وتعمل تأثيرها القوى، فيمن يتصفون بصفات الإنسانية فى أجمل صورها.
هى فنانة الباليه، الباليرينا، التى تعد من رائدات هذا الفن فى مصر، أول باليرينا مصرية، وهى الإنسانة فى أجمل أشكالها وأرق معانيها.

بعض أعمال ماجدة صالح وتاريخها الذى يبدأ من الأوبرا الخديوية القديمة ومكانتها فى فن الباليه، ستجدها بسهولة على مواقع النت، يتابعها ويستمتع بها جمهور فن الباليه، وهى محل تحليل ونقد وتقييم من دارسى ونقاد هذا الفن الراقى الجميل.
وشهادتهم عن هذه الفنانة الكبيرة وموهبتها العظيمة التى حباها الله بها، فقدمت مجموعة أشهر الباليهات بأداء عالى ممتع وإحترافية شديدة من أشهرها باليه “جيزيل” و”كسارة البندق” و”دون كيشوت” وغيرها من الباليهات الأخرى.

بالإضافة لمشاركتها البطولة فى الفيلم السينمائى ” إبنتى العزيزة ” الذى أنتج عام 1971 مع نجاة الصغيرة ورشدى أباظة وعمر خورشيد، من إخراج حلمى رفلة.


ولكنى هنا أريد أن أتحدث عن ماجده صالح الإنسانة إلى جانب دورها كمسؤلة ناجحة فى عدد من المواقع التى تولت إدارتها، وما تمثله من قيم إنسانية، معنوية، وأخلاقية راقية، وكان من حظى السعيد أن أقترب منها، وأتعرف عن قرب على هذه الإنسانة الفنانة الراقية.
كانت الإدارية الحازمة الماهرة فى إدارتها للأوبرا وقت إنشاءها حتى المراحل الأخيرة قبل أفتتاحها، وقفت ضد بعض صور الفساد وواجهتها بحسم، فحاربوها بلا هوادة.
أدارت معهد الباليه فى الفترة التى تولت مسؤليته بنجاح وأكثر ما ميز فترتها إعادة الإنضباط للإدارة، والحفاظ على السلوكيات الراقية فى التعامل مع العاملين، والإهتمام الشديد بالطلبة.
وهى النموذج فى إنضباها كفنانة تقدر مسؤلية عملها، تحافظ على لياقتها وتدريباتها، وتقديم أقصى مايمكن تقديمه من إبداع حركى جميل ممتع، وبإحترافية شديدة على خشبة المسرح.
وفى تعاملها مع جميع الناس بود ورقى وإحترام، فأهم ما يميز شخصية ماجدة صالح إنضباطها وتواضعها، وحميمية مشاعرها الدافئة الودودة التى تجعلك ترتاح لها كإنسانة، تدخل قلبك بسرعة.
أكيد كثير مننا صادف أشخاص أصحاب مواهب كبيرة فى مجالات مختلف، برعوا فيها من خلال موهبتهم وإتقانهم لها، وإحترافهم فيها.
الغريب والذى قد يصل إلى درجة الذهول الكبيرة، أنك قد تجد بعض هؤلاء النجوم على المستوى الإنسانى ليسوا على مستوى موهبتهم وشهرتهم بين الناس.
أما أولئك النجوم الموهوبون، الذين يتمتعون إلى جانب موهبتهم بدرجة عالية من الإنسانية والرقى، فمما لاشك فيه أن مكانتهم تكون أرقى وأعظم بين الناس، ويزيد إحترامهم لهم.
ماجده صالح من هؤلاء النجوم الموهوبين، صاحبة السمعة الطيبة، التى تنتمى لهذه النوعية المحترمة من نجوم الفن، ويجمعها بهم كل ماهو راقى من صفات إنسانية نبيلة.
تعيش ماجد صالح الأن فى أمريكا، بعد أن تعرضت للممارسات ظالمة من الأشرار الذين يتمكنون فى فترات زمنية وأماكن معينة من ممارسة شرهم من فساد أخلاقى ومادى، من نفوس مريضة عديمة الموهبة تعمل على محاربة نماذج الخير والجمال الذى تمثله ماجده صالح، مما إضطرها للإبتعاد عن مصر أكثر من ستة وعشرين عاما، تخسر فيهم مصر هذه القيمة الرائعة والقوة الناعمة المؤثرة، ليطفوا على السطح عديمى الموهبة والفاسدين أصحاب النفوس المريضة.
على مدى كل هذه السنوات لم يتذكر ماجدة صالح أى مسئول فى مصر، بما فيها الجهات التى كان يجب عليها تكريمها بداية من أكاديمية الفنون لدار الأوبرا لوزارة الثقافة، والتى كرمت جيلها أكثر من مرة، ولم تفعل ذلك مع ماجدة صالح.
وحتى فى الإحتفال الأخير بذكرى إفتتاح دار الأوبرا، كان تكريم ماجده صالح – التى لايوجد لها صورة فى دار الأوبرا حتى الأن – بمجرد ذكر إسمها فى الإحتفال، دون دعوتها شخصيا ليتم تكريمها أحسن تكريم يليق بها، ودون إقامة إحتفالية خاصة بها تكريما لها بإعتبارها من الرعيل الأول لفن الباليه فى مصر وهى تستحق ذلك عن جدارة.
صور التكريم والإستفادة من ماجدة صالح لاحصر لها، منها على سبيل المثال إقامة مسابقة على مستوى العالم العربى تقام فى مصر سنوية بإسم ماجدة صالح، لإكتشاف المواهب الجديدة فى فن الباليه وتقديمها وتبنيها ورعايتها، لنخرج أجيال جديدة ونجوم ساطعة فى هذال الفن.
أوأن يتم الإستفادة بخبراتها الكبيرة فى مجال فن الباليه وغيره من الفنون الأخرى.
دعوة ماجدة صالح فى ندوات ولقاءات إعلامية، لتقديم أفكارها وخبرتها وقيمها لنوثق لهذه الفنانة التى لنا أن نفخر بها كثيرا، ولأنها تمثل قدوة ممتازة بفنها وشخصيتها للأجيال الجديدة.
نواجه بها القبح والإنحطاط فى بعض الأعمال الفنية وفى سلوكيات بعض الناس، بالرقى والجمال والأخلاق الذى تمثله ماجده صالح، بإعتبارها قدوة ونموذج ناجح فى عملها، وفى إنسانيتها.
وغيرها الكثير جدا من صور الإستفادة من ماجدة صالح وتكريمها، بل وتكريم أنفسنا من خلال تكريمنا لها.
علمت أن ماجد صالح ستزور مصر قريبا، فهل سيتدارك المسؤلون فى مصر تقصيرهم الشديد فى حقها طوال هذه السنوات لأكثر من ربع قرن.
هل سيتداركون مالحق بهم من وصمة التقصير فى حق ماجدة صالح، كمنوذج لفنانة مصرية نعتز ونفخر بها ومن أجمل صور قوى مصر الناعمة.