زوربا المصرى

زوربا المصرى.
هانى حسن:
حلمت أن أكون سفيرا فى دولة …
فأصبحت سفيرا على مستوى العالم.
كتب: فـارس سـعـد
اخلص فى أداء عملك، ومارسه بحب وإتقان، وسوف يقدر الجمهور مجهودك ، ويمنحك اللقلب الذى تستحقه، وأجمل الألقاب هى التى يحصل عليها الفنان من الجمهور.
هكذا بدأ فنان الباليه هانى حسن أو زوربا المصرى كما يلقبه جمهور فن الباليه فى مصر حديثه، موضحا أن سبب إطلاق الجمهور عليه هذا اللقب هو تميزه فى أداء هذا العرض.
ويواصل حديثه قائلا:
– زوربا ليس العرض الوحيد الذى أخلصت فى أدائه، ولكنى أخلص فى كل أدوارى، وتفسيرى أن الله يوفق الإنسان فى أدوار معينة، وقد تعلق بى الجمهور بى هذا العرض، وأغلب الفنانين والمطربين وناس غيرهم تمر عليهم سنوات كثيرة قبل ينتبه إليهم الجمهور ويعجب بهم ويصبحوا من المشاهير، فالجمهور وفى توقيت معين هما السبب فى شهرة الفنان، خصوصا المجتهد، وهناك أخرون أدوا الدور ولم يحالفهم الحظ ويتميزوا مثلى.
أما سبب تميزى فهو أننى أتعامل مع الشخصية بنظرة شاملة وأتعرف على جميع جوانبها، وأجسدها أثناء تأديتى لها، وزوربا إنسان إبن بلد وهذه سمات فى شخصيتى، وأنا أسلوبى واقعي وليس مجرد حركات وهذا رأي الجمهور وليس رأي.
وأقدم عرض زوربا من عام 2001 حتى الأن وهو عرض غنى يجمع كثير من الفنون، مثل فرقة باليه أوبرا القاهرة وأوركسترا الأوبرا، وكورال أكابلا، وسوليست من الأوبرا، مثل إيمان مصطفى، ورضا الوكيل.
* ما الذى تعلمته من فن الباليه؟
– تعلمت كيف أثبت نفسى فى مواجهتى للناس، وأن أقدم الذى أحسه وأعبر عن رؤيتى وأفكارى وشخصيتى، بكل شجاعة وعدم التردد، وألا أيأس أبدا.
تعلمت هذه الأشياء من مواجهتى للجمهور، وقد وجدت مردود ممتاز لهذه الصفات.
* ماهى الأدوار الأخرى التى تعتز بها؟
قدمت أدوار “أوديسيوس”، و “روميو وجوليت”، وأيضا “ألف ليلة وليلة”، و”سبارتاكوس”، و”كسارة البندق”، و”بحيرة البجع” و”جزيل”، و”القرصان” و”كارمن”، و “تانجو”.
وهذا الموسم رقم 23 لى فى الأوبرا، من 1 أكتوبر 1995 ، إلى الأن 2018 .
* هل الباليه كان حلمك وأنت صغير؟
– لا لم يكن حلمى أن أكون نجما فى فن الباليه، ولكنى كان نفسى أكون سفيرا لمصر فى إحدى الدول، من خلال الدراسة فى كلية الإقتصاد والعلوم السياسية، التى لم ألتحق بها، ودرست فى كلية فنون جميلة ثم تجارة جامعة القاهرة.
ولكنى أصبحت سفيرا لبلدى فى العديد من دول العالم عن طريق فن الباليه الذى حقق لى الحلم بشكل أكبر.
أيضا جاءت لى الفرصة سنة 2014 أن أدرس فنون الأوبرا للسفراء الشباب فى المعهد الدبلوماسى بوزارة الخارجية، أيام السفير علاء الحديدى، عميد المعهد وقتها بترشيح من دار الأوبرا المصرية، وكنت أقوم بعملية التدريس فى قاعة بطرس غالى، وذلك فقد حقق لى الباليه حلمى بأكثر من شكل.
* متى بدأت علاقتك بفن الباليه؟
– بدأت دراسة الباليه وأنا عمرى 9 سنوات من رابعة إبتدائى، وبدأت إحتراف الرقص وعمرى 14 سنة.
وعمرى الأن 39 سنة، وأمامى حوالى 15 سنة أستمر فى الرقص وربما أكثر، وبالطبع مع تقدم السن لن أقدم الأدوار الرئيسية.
* هل حاولت السفر للخارج لتعمل فى أحد المسارح العالمية؟
– لم أسافر للخارج لأننى أردت أن أثقف الناس فى بلدى طالما أستطيع أداء دور فنى للجمهور المصرى.
ومن خلال مصر بدأت أنطلق من المحلية للعالمية ويستعينوا بى، كما حدث فى أوبرا “سان كارلو” فى نابلوى بإيطاليا عام 2009 .
حيث قدمت أول وثانى ليلة عرض لهذه الفرقة، وكنت بطل العرض، وتم إختيارى من بين 18 راقص باليه على مستوى العالم قدموا سيرتهم الذاتية.
وكان زميلى فى هذا العمل “جوزيبى بيكونى” أشهر راقص فى إيطاليا، وهو الأن مدير فرقة باليه أوبرا “سان كارلو” فى الوقت الحالى.
وتم تكريمى من الروتارى الدولى عام 2016 كشخصية العام فى الفنون على مستوى الشرق الأوسط، وفى نفس العام تم تكريم “جوزيبى بيكونى” أيضا على مستوى أوروبا.
وكان الإختيار بناء على تاريخ الفنان ودوره الثقافى .
والعرض الثانى كان فى “أوبرا أنقره” فى تركيا 2011 ، حيث شاركت فى عرض “زوروبا” فى الحفلات الأولى، لفرقة “أوبرا أنقرة” للباليه التى إستضافتنى.
وشاركت فى الدعاية لأولمبياد أثينا عام 2004 ، إختارونى لتأدية شخصية “زوربا” المشهورة بها اليونان، وكنت ممثلا لقارة أفريقيا والشرق الأوسط، وقمت بدور البطولة والمجاميع من أوبرا أثينا.
وكانت الهيئة المنظمة للأولمبياد هى التى إختارتنى لكى أؤدى دور زوربا فى الأولمبياد التى شعارها خمس دوائر، كل دائرة تشير لقارة، فأختاروا خمس فنانين سوليست لخمس قارات.
وكان مخرج ومصمم العرض “لوركا ماثين” وهو أمريكى يونانى إيطالى، وأصلا روسى، والمؤلف الموسيقى “ميكو ساتيدوراكس”.
ويرجع الفضل فى عدم سفرى للعمل بالخارج إلى الفنان الراحل عبدالمنعم كامل، الذى أثر فى حياتى فنيا، وحملنى مسؤليات الباليه، وكان يثق فى، ولم يستغنى عنى لفرق أجنبية، وأشكره لأنه منعنى من السفر للخارج، فهنا فى مصر عملت إسم وقدمت عروضا فنية قمت فيها بدور البطولة، وذلك أفضل من أن أكون مجرد عضو فى ترس فى الفرقة، وأصبحت الفرق بالخارج تطلبنى، أدوار البطولة.
* ما الذى تحلم بتحقيقه فى المستقبل؟
– على المستوى المهنى، لا أسعى لهدف شخصى مع التقدم فى السن ولكنى أسعى لأن أفيد الأخرين، وأنقل لهم خبرتى، وأن أعلم أجيال كثيرة.
ولدى مدرستى الخاصة التى أعلم فيها فن الباليه، والتى سأعطيها من وقتى أكثر بعد الإعتزال كراقص، ويوجد منها فرعين فى القاهرة وفرع فى الإسكندرية.
كما أن لدى مشروعات لإخراج خمس عروض هى:
1- حسن ونعيمة.
2- شفيقة ومتولى.
3- سبرتاكوس. على موسيقى البوليرو.
4- قصة.
5- عرض موسيقى.
كما أتمنى إنشاء فرقة باليه فى الإسكندرية.
– أما على المستوى الشخصى، فإن إبنتى ملك وكنزى، هما عمرى ومستقبلى الذى أعمل من أجله.
وبناتى ملك وكنزى سيكونان إسطورة فى الباليه.
وإن كانت ملك بدأت تحب تكون مغنية أوبرا، وأتمنى لهما النجاح سواء فى الباليه أو أى مجال يختاران العمل فيه.
* ما الذى تعلمته من الحياة؟
– حكمتى فى الحياة أن أى ضربة فى حياتى إن لم تكسرنى فسوف تقوينى، وأن أجتهد وأعمل كثيرا، وأن أحب الناس، وأتمنى الخير للأخرين، وأى خير أعمله سوف يترد لى . متى وأين؟ الله أعلم.
وسنة الحياة أن أجتهد وغيرى يجتهد، والذين لايعرفون أن يكونوا مثلك يجذبونك للخلف.
ويقال عنى من البعض أننى مغرور، لأنى مؤمن بفنى، والشخص الذى يقول علي هذا الكلام يقوله لأنه لا يعرفنى.
وأنا عندى ثقة فى نفسى يفسرها البعض على أنها غرور.
ولكن أنا مؤمن بأن لى كاريزما كفنان وإنسان.
* من الأشخاص الذين لعبوا دورا فى حياتك الشخصية؟
والدتى أكثر شخصية لعبت دورا فى حياتى، وأدين لها بالكثير فى حياتى الشخصية، وكان لإخواتى البنات دورا أيضا فى حياتى، أختى الكبيرة الباليرينا رشا حسن، ولكنها تركت الباليه.
وإخواتى ريهام حسن عازفة فيولينه، ورانا حسن عازفة كلارنيت.
وزوجتى العزيزة التى أنجبت لى ملك وكنزى.