طبيعة المشاعر


        طبيعة المشاعر

 “أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها”

سورة الحج 46
وظائف العقل:
العقل أداة تساعدنا في تيسير حياتنا وله وظائف عدة منها الملاحظة، التحليل، الربط، المقارنة، الاستنتاج ..الخ ولكن العقل مخادع لأن أحياناً يكون غرضه هو إثبات أنه على حق حتى لو على غير وجه حق..
تدخل العقل يعطل التجربة الشعورية للإنسان.. ولكن حين يتسم العقل بالحكمة فإن تدخله يضفي التوازن على التجربة الشعورية وبعض المشاعر كالغيرة والخوف.

المشاعر: هي لغة الروح، قد تضللنا في بداية خبرتنا الواعية بها والطريقة الوحيدة للخروج من ضلال مشاعرنا هي توخي الصدق مع الذات والتعبير المستمر عنها وتأملها، فالضلال جزء لا يتجزأ من رحلة استكشاف مشاعرنا.
“التجربة تساوي بين علمنا وجهلنا بالمشاعر”: السمع عن المشاعر، القراءة عنها أو مشاهدتها أو دراستها دون السماح لها بالتوغل فيك يساوي لا معرفة بالمشاعر.
لا توجد مشاعر غير صحيحة، جميع المشاعر صحيحة وجميعها يتوجب التعبير عنها على الأقل لذاتنا، مشاعرنا قد تجلب لنا الألم ولكنه ألم يخطو بنا نحو النضج، والنضج يأتي في مستويات لا تنتهي..
حينما تشعر بشعور سلبي أو إيجابي، اسمح للشعور بأن يغمرك، تقبله، راقبه وراقب نفسك واسأل نفسك ماذا ستفعل بصدده؟ هذه الخبرة تزيد من نضجنا العاطفي.
ما يؤثر على حالتنا الشعورية:
هناك العديد من المؤثرات الخارجية والداخلية التي لها تأثير على مشاعرنا مما يزيد التجربة الشعورية تعقيداً. مثل موقع الكواكب في السماء، اكتمال القمر، هرمونات الجسم عند النساء، التجارب السابقة، الأفكار الموروثة من المجتمع .. الخ
أنواع المشاعر
1. مشاعر طاغية غير قابلة للكبت:
المشاعر الغير قابلة للكبت يصعب مقاومتها وتسبب ألماً فورياً إذا حاولنا كبتها.
* مشاعر تنفجر بسبب لا يتعلق بها: هي مشاعر مكبوتة تحولت لبؤرة ألم، إذا اقترب أحد منه أيقظ الألم وفجّر المشاعر، ثم تعود بعد برهة لهيئتها الأولى. مرور الوقت على حالها يزيدها تعقيداً ويقلل احتمالات علاجها، هذه المشاعر تحتاج لتدخل متخصصين لعلاجها لأنها تكون قد دفنت في اللاوعي ولا يسهل التعرف عليها.
* مشاعر تتفجر لسبب خاص بها: سبب تفجرها أنها توقظ نفس الشعور للتجارب السابقة التي تم كبتها، فتنفجر بحجم يفوق المسبب المباشر لها. يخشى البعض من إتاحة هذه المشاعر للظهور خوفاً من النتائج والتي تفاجئنا غالباً بأنها أبسط من توقعاتنا في أغلب الأحيان، في أحيان أخرى تتدخل الحكمة لتجنب النتيجة، وفي هذه الحالة يقل ضرر كبتها ويمكن التعبير عنها بعيداً عن مصدرها. إطلاق سراح هذه المشاعر في وقتها مريح بل ويجلب سعادة داخلية حتى لو كانت غضباً، سبب البهجة هو توجيه المشاعر لمكانها السليم.
تأمل المشاعر الغير قابلة للكبت بعد هدوئها وتأمل الموقف الذي تسبب فيها.
2. مشاعر هادئة:
* مشاعر واضحة: أحياناً نشعر بالسعادة أو الغضب أو الخوف أو أي شعور آخر نتاج مواقف أو أحداث محددة. المشاعر الهادئة تمنحنا فرصة تأملها وقت حدوثها هي ومصدرها ويسهل تحديد أفضل طريقة للتعامل معها.
* مشاعر غير واضحة:
أحياناً نحس بشعور دون أن نعرف سببه، هذه المشاعر تكون بمثابة دعوة للبحث عن مصدرها والدرس من ورائها. مرور الوقت يمكن أن يساعد على وضوحها، أو يمكننا الاستعانة بمن لديهم خبرة أو بأصدقاء موثوق من بصيرتهم. وأحياناً نحصل على إجابات تساؤلاتنا من خلال مشهد في فيلم أو فقرة في كتاب أو أغنية أو يمنحنا أحد المارة إجابة دون أن يعي!
خصائص المشاعر:
* وجدت للتعبير
ماذا يحدث حين نعبر عن مشاعرنا؟
1- التعبير عن مشاعرنا بمثابة نور يرشدنا أين نتجه: يحثنا أن نستمر في طريقنا أو نتوقف أو نتراجع. إذا أطفأنا هذا النور أو تجنبنا التعبير عن مشاعرنا نتوه.
2- التعبير عن مشاعرنا بمثابة مفتاح لخبرات وفرص في الحياة.
3- التعبير عن مشاعرنا يحافظ على اتزاننا النفسي وعلى صحتنا الجسدية.
ماذا يحدث حين لا نعبر عن مشاعرنا؟
1- حين نكبت مشاعرنا سواء بوعي أو بدون وعي يتغير شكلها ونراها على غير حقيقتها، هذا الشكل الجديد يدفن تحت مشاعر أخرى تزيده تعقيداً بمرور الزمن .
2- المشاعر التي لا نعبر عنها تؤلمنا، يختار البعض التعايش مع هذا الألم مما يعوق مسيرة حياتهم لأن تركيزهم إما يكون مع الألم أو مع الهروب منه دون وعي. إنكارنا أو تجاهلنا لمشاعرنا يدفعنا في اتجاهات لا تخصنا لأننا نسير بأجزاء منا مظلمة.
3- عدم الفصح عن مشاعرنا يقتل أرواحنا ويمرض أجسامنا مع مرور الوقت لأنه يعيق تدفق طاقة الجسم.
4- لا مجال للهرب من مشاعرنا فإنكارها أو كبتها أو عدم التعبير عنها لن يؤثر على وجودها أو حقيقتها.