في مثل هذا اليوم… مصر تُحيي ذكرى افتتاح قناة السويس: شريان التجارة العالمية الذي غيَّر تاريخ العالم


17 نوفمبر – تُحيي مصر اليوم الذكرى التاريخية لافتتاح قناة السويس عام 1869، الحدث الذي لم يغيِّر خريطة الملاحة فقط، بل أعاد تشكيل موازين التجارة العالمية، وجعل من مصر مركزًا استراتيجيًا لا يمكن للعالم تجاوزه.

وتُعد قناة السويس واحدة من أهم الممرات الملاحية في العالم، إذ تمتد بطول يقارب 193 كيلومترًا، وتسمح بمرور سفن عملاقة تصل حمولتها إلى 240 ألف طن، مختصرة آلاف الأميال البحرية التي كانت السفن تقطعها حول قارة أفريقيا مرورًا برأس الرجاء الصالح.

وبفضل القناة، تقلّص زمن الرحلات بين آسيا وأوروبا من شهور إلى أيام، وتوفّر ما يقرب من 8 آلاف كيلومتر في المسافة البحرية، الأمر الذي جعلها محورًا رئيسيًا لتدفقات التجارة العالمية.

وتتميز قناة السويس عن غيرها من الممرات المائية بعدم احتياجها إلى أهوسة أو بوابات تشغيل، نظرًا لتقارب مستويات البحرين المتوسط والأحمر، ما يمنحها قدرة فريدة على استيعاب حركة الملاحة دون تعقيد.وتعد القناة ركيزة أساسية للاقتصاد المصري، حيث تحقق عوائد سنوية تتراوح بين 7 و9 مليارات دولار، ويمرّ عبرها نحو 10% من تجارة النفط العالمية، وما يقرب من 30% من حركة الحاويات المتجهة من آسيا إلى أوروبا، ما يجعل توقفها – ولو لساعات – حدثًا يهز أسواق العالم.

ورغم أن افتتاح القناة الحديثة جاء منذ 156 عامًا، فإن جذور الفكرة تعود إلى أزمنة بعيدة؛ إذ تشير المصادر التاريخية إلى محاولات الفراعنة ربط البحرين منذ عهد الملك سنوسرت الثالث في الألفية الثانية قبل الميلاد عبر قناة تربط نهر النيل بالبحر الأحمر.وخلال عمليات حفر القناة في القرن التاسع عشر، اكتُشفت قطع أثرية وتوابيت ومومياوات تعود للعصور المصرية القديمة، بعضها وصل إلى المتاحف ليحكي قصة التاريخ، فيما فُقد جزء آخر وسط الرمال.

وتبقى قناة السويس شاهدًا حيًا على إرادة المصريين وقدرتهم على صناعة المستحيل، وممرًا اقتصاديًا لا يزال العالم كله يعتمد عليه.