كتبت : الكاتبة د . منال متولي.
نيل مصر ….بين أبناء حورس وأحفاد الفراعنة.
حقآ إنه شريان الحياه والنماء … ذلك النهر العظيم …الذي حبا الله به تلك القاره السمراء منذ الالاف السنين ليشق بأمواجه المتلاطمه ، وفيضاناته العارمه تخوم جغرافيه المكان باحثآ عن بغيته المرتجاه للوصول لعظيم مثله، و على طول رحلة قطعها والتي تقارب ستة الالاف وخمسمائة كيلومتر ، أبي ألا يحط رحاله في كيان عظيم مثله فوجدها ارض الكنانه …مصر الخالده … مهد الحضارات وأم الدنيا فأحتضنها بأذرعه السبعه ليتراوح التاريخ مع الجغرافيا و يهبهم الله هبة نيله العظيم ….يهب الله للعالم مصر المحروسه على مر العصور والدهور ، وعلي مدى التاريخ القديم والحديث .
ايقنت البشرية جمعاء أن قيادة العالم تبدأ من ذلك المكان الذي علم البشريه كلها و تأثرت و تعلمت على أعتابه كل الحضارات فبدؤا في وضع المخططات العالميه في محافلهم الماسونيه بغية الوصول و الإستيلاء على تلك البقعه الغاليه من أرض الله ، وكانت تلك الهجمات والغزوات المتتاليه من الشرق على كنانة الله في أرضه إلا ولأنها تحوي و تذخر برجال تربوا و ترعرعوا على جانبي ضفتي نيله العظيم قال عنهم افضل الخلق الذي لا ينطق عن الهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم خير اجناد الأرض كانوا بحق لكل طاغيه بالمرصاد فجعلوا ارضها كما كانت وستظل دوما مقبرة للطامعين والغزاه .
وليس أدل على ما يخطط له الطامعون في مصرنا الحبيبه مما قاله في خمسينيات القرن الماضي القرن الماضي الصهيوني “بنجوريون ” أول رئيس وزراء للكيان المحتل الفلسطيني حيث قال أن عظمة دولة إسرائيل ليست في إنتاج القنبلة النوويه , بل في تدمير ثلاث دول عربيه هي العراق و سوريا و مصر ، و بعده جاءت المارقه الصهيونيه ، ومن لقبوها بأم إسرائيل لتقول قولتها المزعومه ” إنه لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى ، فلا بد أن تكون أن تكون لنا علاقه وطيده بدولتان لا ثالث لهما ” تركيا و أثيوبيا “، فالأولى تضمن لنا حد إسرائيل الشرقي وهو الفرات و الأخرى وهى أثيوبيا تضمن لنا الحد الغربي وهو ” النيل ” ، و بتحقيق حلم قيام دولة إسرئيل الكبرى ، يبدأ أبناء الماسون الأعظم في تنفيذ مخططه المكنون في بروتوكولاتهم للوصول لمصرنا الحبيبه و الإستيلاء على الهرم الأكبر و تدمير جدرانه للوصول لكنز الأسرار المدفونه بداخله والذي بموجبه وفقآ لمعتقداتهم الباليه يحكمون العالم والبشريه جمعاء ، و عن ضمن مخططاتهم للوصول لمصرنا الحبيبه هو ان يتم العبث بمنابع النيل في أفريقيا و تحديدآ حيث منبعه وهو دولة أثيوبيا و ذلك من خلال مباركة دوليه و إقليميه لتأكيد الصفه الإستعماريه للدوله العبريه بالتدخل في شئون الدول الأفريقيه و إنتهاك سيادتها للوصول لعمق الأمن القومي المصري من ناحية الجنوب و ذلك بتوظيف دول القرن الأفريقي و معظمها من دول حوض النيل للحصار و دولتي المصب .
بل قل و إن شئت صادقآ لحصار مصرنا الحبيبه ، لتحقيق الهدف الإستراتيجي بالسيطره علي دول حوض النيل قاطبة و تمكين الدول العبريه من الإندماج في القاره الأفريقيه ، و تكثيف تواجدها ، وإذكاءها روح الفتنه والنزاعات لإشعال النيران بينهما ، والذي تعدي في إجماله ست و عشرون نزاعآ إفريقيآ، مما أدي لتخريب البنيه التحتيه الأساسيه لتلك الدول ، والوصول بها إلى الجهل والفقر ، مما يسهل معه السيطره إقتصاديآ و عسكريآ و سياسيآ ، و توظيفها لصالح تحقيق أهدافها الإستعماريه الخبيثه ، و ليس أدل من نجاح المخططات الصهيونيه في دول القاره السمراء من وصول حجم التبادل التجاري بين إسرائيل و معظم تلك الدول لأكثر من ملياري دولار ، و هيمنتها على ٧٥% من خطوط الملاحة الأفريقيه ، إضافة لما تقدمه إسرائيل لتلك الدول من مساعدات فنيه و لوجيستيه بتدريبهم في كافة المجالات و خصوصآ الزراعيه ، و ما قامت به إسرائيل تمهيدآ على مساومتها مستقبلآ على المياه لصالحهم و غيرها من الأهداف المخططه من وراء ذلك التهجير ، و من أهم هذه المخططات مساعدة أثيوبيا في بناء سدآ لحجز المياه الخلفيه بكميات هائله سموه سد الألفيه أو سد النهضه الذي تم إنشاءه على النيل الأزرق بإرتفاع ١٧٠ متر و عرض ١٨٠٠ متر لحجز المليارات المكعبه من المياه و أنه سيولد كميات هائله من الطاقه الكهربائيه يتم إستغلالها و ترويجها إقتصاديآ ، و كذلك الحد من فيضان النيل لحمايه التجمعات السكانيه التي تنتشر على ضفافه ، الأمر الذي يساعد في النهايه على التنميه والنهضه بدولة أثيوبيا إفريقيآ و إقليميآ ، و في حقيقة الأمر إن من وضعوا ذلك السد تحت تخطيط وخبرات و تمويل دولي، إنما في الحقيقة يبنوه لينهار ، فقد صرح كافة الخبراء الفنيين في العالم أنه لن يتحمل جسم السد بتلك المواصفات بهذا الضغط الهائل من المياه والطمي خلفه في ظل التغيرات المناخيه القادمه ، كما إنهار من قبله قرابة خمسه و عشرون سدآ حاولت أثيوبيا بناءها ، و يعلم المخططون المسيئون بأنه و على ما يضمرون في أنفسهم بأن إنهيار سد النهضه سوف يتحول الى سدآ للنكبه و يمحوا كل مظاهر الحياه في طريقه على ضفاف النيل بدآ من أثيوبيا و السودان كموجه آولى ثم السد العالي بآسوان مصر كموجه ثانيه يتلوها غرق دلتا النيل في أعالي مصر ، كموجه أخيره ، لتنهار مصر ويفرق و يفنى شعبها ، و من يتبقى منهم بعد الطوفان سيكون قله من المشردين والمرضي لا حول لهم ولا قوه ، يسهل من خلالهم تحقيق حلم الماسون الأعظم بالوصول لأهرامتها الخالده ، و تحقيق كيان الدولة العبريه من الفرات الي النيل .
إلا و إنه و بما لا يدع مجالا للشك أن تلك المخططات الشيطانيه لم تكن خافيه علي الدولة المصريه العميقه ، أبناء حورس العملاق ، الذين ومازالوا دوما لها بالمرصاد….فقامت بالعديد من الإجراءات في القرن الماضي و بدايات القرن الحالي علي يد قيادتها العسكرية ذات الصفه المخابراتية الواعيه ، ومن أهم ما قامت به ؛
اولا : إنشاء مفيض توشكى خلف السد العالي في سبعينات القرن الماضي و أتبعه بناءآ في القرن الحالي أكبر قناطر للمياه في أسيوط الجديده و كذلك سحارات في العالم أسفل قناه السويس ، والسابق كله لإستيعاب أي فيضانات أو أي مياه زائده خلف السد تأتي من الجنوب لتمر من خلال تلك السحارات إليّ سيناء الحبيبه في مشروع ترعه السلام “بعد إعاده إحياءه ” لتحول تلك المياه من نقمه إليّ نعمه لزراعه ملايين الأفدنه غربآ و شرقآ من أراضي مصرنا المحروسه و باكورتها مشروع الأربعة ونصف الملايين فدان التي أعد لها و تحت إشرافه رئيسها المفدي عبد الفتاح السيسي لتحول مصر إليّ كبريات الدول المصدره للحبوب والغلال كما كانت علي عهد نبي الله يوسف عليه السلام .
ثانيا : الشروع و إنشاء محطات الكهرباء العملاقه و توزيعها جغرافيآ علي محافظات مصر بالتناغم والتنسيق مع اكبر محطه للطاقة الشمسية في العالم في أسوان و مثلها في سبوه ، و كذا إنشاء أكبر محطه للطاقة بالرياح في الزعفراني والتي تعد أكبر محطه في أفريقيا والتي تمثل مع ما سيتم توليده من الطاقة الشمسية ٢٠٪ من الكهرباء من مصادر طاقه متجددة و نظيفه و مما هو معروف أنه بمنطقه الساحل للبحر الأحمر مجالا خصبآ لإنتاج الطاقة بالرياح حيث تقدر الإمكانيات المتوفرة في مصر من خلال البحر الأحمر لإنتاج الطاقة بالرياح بحوالي عشرون ألفآ ميجاوات ، أي بما يعادل نسبه سته عشر محطه لإنتاج الطاقة النوويه .
والسابق كله بالإضافة لمشروع مصر مؤخرآ لتحقيق حلم طالمآ راودهآ ، و نحن لدينا كوادر عالميه لتذيده….ألا وهو الشروع في البدء بإنشاء المفاعلات النوويه السلميه تحت إشراف دوله روسيا الصديقه بمنطقه الضبعة وعمل مشروعات الطاقة السابقة تم التخطيط لها و إنشاء اغلبها ليلائم الاعتماد علي مصدر واحد للطاقة وخصوصآ منطقه السد العالي في حاله حدوث توربينات توليد الطاقة نتيجه لتأثيرها بإنهيار السد العالي لا قدر الله .
ثالثآ: قامت الدولة المصريه و منذ تولي القياده الواعيه الحاليّه برئاسة نسر مصر في عام ٢٠١٣ بالنفاذ الي العرق الإفريقي مره ثانيه و إصلاح العلاقات مره أخري وإعادتها لما كانت عليه دوماً ، لتتبؤا مصر ريادتها علي القاره الأفريقية …..بعد فتره إنقطاع ليست بالقصيرة ، تركت فيها الساحه للأعداء مصر ليعربدوا فيها بمفردهم لينفذ مخططاتهم الخبيثه .
و حسنآ ما فعله رجال الدبلوماسية المصريه العظماء تحت القياده السياسية الحكيمه، بإستعاده ذلك الدور الريادي من توطيآ للعلاقات مع أشقاءنا الأفارقه سياسيآ واقتصاديآ وعسكريآ ، وخصوصآ مع دول حوض النيل وبالذات تلك الدول المحيطة بأشقاءنا في أثيوبيا للوقوف مع مصر ضد تلك التوسعات والأطماع الدولية و الإقليميه ، إذا ما أضطرتنا الظروف لذلك .
رابعآ : سعي القياده المصريه منذ ٢٠١٥ مع نظرائها في السودان وأثيوبيا كافه المسائل المتعلقة بسد النكبه عن طريق المفاوضات في القمه الثلاثيه التي عقدت انذآك من خلال إتفاق إعلان المباديء الذي بموجبه أقرت جميع الأطراف بمباديء عشره من أهمها ؛ الحفاظ علي التعاون المستمر و تحقيق المنفعه المشتركه وعدم الإضرار بالغير في ظل مباديء القانون الدولي ، و لقد وجهت مصر رساله علي لسان رئيسها بإنه إن كان بناء السد يعني لهما تنميه ور فاهيه ، فإنه أي تأثير منه عليها فسوف يؤثر علي مليوني مزارع مصري في مصادر رزقهم في حاله نقص المياه ، إضافه و إن مصر علي مشارف أكبر مشروع قومي لإستزارع اربعه ونصف ملايين فدان لتحقيق الإكتفاء الذاتي من الأغذية ، والإنطلاق إليّ التصدير العالمي ، لتتبؤ دورها سابقآ حينما كانت في عهد سيدنا يوسف الصديق عليه السلام سله لأغلال العالم ، كما ألمحت القياده المصريه في ذات القمه الثلاثيه علي ضروره حل النزاع داخل القاره الأفريقية ، لتجنب اللجوء إليّ التحكيم الدولي و هو ما يراد ويخطط لنا ، مما يجعلنا تحت طائله قوانين باليه عفا عليها الزمن ، أنتجت تحت مظلتها فلسطين المحتلة ، وتدمرت بها تحت راياتها العراق وسوريا و ليبيا .
و إنني في نهايه كلمتي ، أوجه العديد من الرسائل لكافه أطراف اللعبه ؛
أولها : الي الشعب المصري الأصيل بأن يلتف حول قيادته السياسيه ، و تلك الفتره المفصلية من تاريخ مصرنا الحبيبه وأن يثق في تأكيد أن قائدها المفدي نسر مصر الجديده …..والذي أكد مرارآ و تكرارآعن عدم التفريط مكونين أركان الأمن القومي ، ولن نقبل المساس بأي ذره تراب من مصرنا الحبيبه،
وهاهو اعلنها سابقآ وحاليآ ، بأن المساس الأمن المائي ، لهو مسائله حياه أو موت لكل المصريين ، و ليعلم الشعب المصري أن قوته ليست بالأسلحه فقط ، بل بتوحدنا وصمودنا ضد كافه العدائيات المحتمله والمخططة ، و التي لا تفرق بين كافه نسيج المجتمع من كافه الطوائف والمذاهب والأعراق .
ورسالتي الثانية : فهي لأشقائنا من جموع الشعوب ….أثيوبيا والسودان ، فإن الزعماء لدولهم زائلون ، ولن تبقي إلا الشعوب و إن ما يربطنا بهم إنما هي أواصر الدماء وصله القربي والدين علي مر السنين ، وإننا هنا في مصر ، إنما هو إمتداد لشعبيا السوداني الشقيق والشعب الاثيوبي الشقيق ، و إن ما يحدث في عروقنآ جميعآ هو دماء إرتوت بماء النيل العظيم الذي يجري في اراضينا بأمر من الله ، كما قال الفاروق عمر إن الخطاب الملهم من قبل من ربه ….لن تستطيع أي سدود أو أي موانع من أن تمنع وصوله لمائة إلا بإرادة الله رب العالمين .
رسالتي الثالثه : إنما هي كافه للشعوب الأفريقية قاطبة للقاره السمراء المنكوبه علي أيدي الإستعمار البغيض ، و أذكرها تلك الحكمه التي تعلمها عصفور من الغابات الأفريقيه ، الذي عاني مثل البشر ، من دويلات الإحتلال و الإستعمار لأراضيه ، ذلك العصفور بعد أن كان حرآ طليقآ ، قاموا بإصطياده و وضعه في قفص حديدي مع عصفوره جميله …تمهيدآ لأن يتم التزاوج بينهما لينجبا أفراخآ تحمل الجينات الوراثية لكلا العصفوريين النادرين ، و إنتظر الجميع شهورآ لذلك الحدث ، إلا أنهم لاحظوا شيئآ غريبآ ….ألا و هو أن العصفور لم يقترب إطلاقآ من عصفورته الجميلة ، و إحتاروا في الأمر …بالرغم من جمالها و نظافتها وصحتها ….و سرعان مازال عجبهم و حيرتهم حينما قال لهم أحد الحكماء الأفارقه ؛ أريحوا أنفسكم فلن يقترب العصفور من جميلته ،ولن ينجب منها أفراخ ….والسبب أنه لا يريد لهم أن يذوقوا ذُل الأسر ؟؟؟؟ و يتعودوا عليه ويعتبروه شيئآ عاديآ و يألفوه ؟؟؟ و أنني لأتعجب من عقول أشقاءنا في افريقيا بعد ناضلت و كافحت مريرآ ، لتنال حريتها و إستقلالها ، وكان لمصدر الرياده في معاونتهم للتحرير من الاستعمار في عهد زعيمها الخالد جمال عبد الناصر…..و هاهو التاريخ يعيد نفسه ، و يأتي الإستعمار بصوره أخري ….ألا وهي …الإستعمار الإقتصادي والذي في ظاهره الرحمه بالنماء ، وفِي باطنه العذاب والتبعيه والإستكانه …و ليحملنا عقودآ عديده مره أخري .
فهل لنا نحن معاشر شعوب القاره أن نتعلم من ذلك العصفور الحكيم ؟
أخر رسائلي وليس بأخرها ؛ فإنني أوجهها لكل الأطراف المتآمرة علي وطننا المصري العزيز من أطراف عظمي دوليه أو أطراف إقليميه سواءعربيه أو إسلاميه …أن الدولة العميقه ينصرنا الحبيبه …تعلم تمامآ ما تقومون بالتخطيط لإسقاطها والعبث بمقدراتها في السر والعلن ، و لتعلموا أن مصر في ٢٠١٧ والأعوام التي تليها ليست كما كانت عليه قبل ، و إننا أصبحنا في مرحلة الفعل وليس رد الفعل و صارت مصر تحت قيادتها السياسية فاعلآ للأحداث وليس مفعول به .
لذا وجب علينا أن نتماسك ونتحد و نصتف ونتكاتف كما علمنا المولي عز و جل ( ولا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم و أصبروا إن الله مع الصابرين )