موعد مع الطالع . – http://www.kolalnaseg.com
أخبار عاجلة
الرئيسية / سيدتي / موعد مع الطالع .

موعد مع الطالع .

Spread the love
كتبت : شيرين حمدى

موعد مع الطالع.

  فى موقف فريد من نوعه يحكى العملاق نجيب الريحانى .. وكان ذلك قبل عمله بالتمثيل ..فكان يعمل باحدى الشركات بنجع حمادى .. ويحلم بالعمل بالتمثيل… وقدعلم بقدوم شخص بلجيكى يعمل بالتنويم المغناطيسي اما زوجته الفرنسية فكانت ماهرة فى قراءة الكف .. وكانوا قد جاءوا لاحياء بعض الحفلات فاصبح شغله الشاغل ان يلتقى بهذه الفرنسية لكى تبشره بالطالع .. وتحقق ما اراده وقرأت له الكف وعندما جلس معها قرأت له خدمة الجيش لن يكون لك فيها عيش!

 همس نجيب لنفسه قائلا: بدأنا النصب خدمة جيش إيه يا خالتي أم ليشع، شحط زيي عنده أربعة وعشرين سنة لسه هيخدم في الجيش… جلتّ منك دي يا حيزبون. أكيد أنت عارفه أني موظف وفات معاد خدمة الجيش… القصد هاتي اللي عندك.انصرف نجيب ذاهلا.. شعر بأنه كان يحلم.. فربما قامت السيدة بتنويمه مغناطيسيا وحلم بما قالته، ولكن زوجها هو من يقوم بالتنويم وليس هي، فكثير مما قالته السيدة عن حياته الماضية قد حدث بالفعل، ولكن ربما تكون الصدفة مع كلام يتم تكراره مع كثيرين غيره، ولكن الكارثة الحقيقية فيما هو آت.. راح نجيب يقطع الطريق إلى مسكنه سيرا على الأقدام وهو غائب عن الوعي يفكر فيما قالته هذه السيدة: لا… لا… ده أكيد نصب وكلام محفوظ بتقوله لكل واحد. أكيد الكلام ده كانت هتقوله لعبد الكريم أفندي اللى كان المفروض كسب انها تقراله وانا جيت مكانه . ويستطرق حديثه الى نفسه  لكن دي قالت لي على حاجات حصلت معايا زي حكاية الرفت من الشركة والرجوع لها مرة تاني بسبب الطيش اللي كنت فيه… بس كله كوم وحكاية الفلوس اللي من غير عدد دي كوم تاني… ومنين؟ يا حسرة دا مرتبي أول عن آخر أربعتاشر جنيه، ومفيش مؤشر يقول إني ممكن أورث… دا يمكن أنا أغنى واحد في العيلة. عمي توما باطه والنجم، وعمتي ماتيلدا الله يرحمها ماتت مديونة وجوزها بيسأل ربنا في حق النشوق… وحتى لو عنده ثروة… ماهي بنته الوحيدة هتورثها… وست الحبايب أم توفيق على الله زينا… يعني لاخال هيسيبلها تركة ولا عم هتورث عنه يشوفك في وصيته بحسبة كام ألف مصري يبحبحوك… لا… لا… مش بقولك دي ست بتتكلم من وسع. أمال بس منين رايح يجيني الغنى يا أخواتي إن ما جاش بالطريقة دي، هييجي من التمثيل؟ اسم الله… ده إخوانا باسم الله ما شاء الله مكانش يلف الشهر إلا والجعيص فيهم يستلف قد ماهيته مرتين!

 وكله كوم وحكاية الجيش اللي مليش فيها عيش دي كوم تاني… أما ست نصابة بشكل! لا واللي زاد وغطى حكاية حادثة الأتوموبيل دي. أعوذ بالله… طب بالعند فيكي عمري ماهشتري عربية حتى لو بقيت أغني واحد في البر كله… وريني بقى هتيجي منين حادثة العربية؟ ست بوزها ناشف.

 مضى نجيب في طريقه يحدث نفسه وهو في دهشة من أمره، ويلعن الحظ الذي جعل عبد الكريم تأتي له مأمورية فيحل محله ليرى هذه السيدة ويسمع منها هذا الكلام، الذي لا أصل ولا فصل له. وظل بين أخذ ورد بينه وبين نفسه، وراح يعبر الشارع الرئيس في المدينة وهو على هذه الحالة، ولم يدر بنفسه إلا وهو يسقط على الأرض مغشياً عليه بعدما صدمه أتوموبيل نجل حامد باشا رشدي صاحب أكبر عزبة في زمام نجع حمادي بأكمله:

 لا حول ولا قوة إلا بالله… الراجل طب ساكت يا ولداه.

 من فضلكم. من فضلكم. شوية كده. شوية هوا. ابعد من فضلك أنت وهو.

 هوا إيه؟! دا الراجل مات يا سعادة البيه.  من فضلكم هدوء شوية. مفيش داعي للكلام ده خلينا نشوفه ونطمن عليه… يا أستاذ… يا أفندي… يا أستاذ… أنت يا…هه… إيه؟ فيه إيه؟ أنا فين؟مفيش حاجة متخافش اتطمن أنت بخير.

 إيه اللي حصل؟

أنت كنت ماشي سرحان مش واخد بالك وعديت الطريق وفجأة لقيتك قدامي قمت صدمتك بالأتوموبيل… بس الحمد لله جت سليمة.

إيه؟! بتقول إيه؟ صدمتني بالأتوموبيل؟ بس الحمد لله جت سليمة… أنت حاسس بحاجة؟ حاسس بمصيبة جيالي.  يا لطيف! مصيبة إيه ياجدع أنت كويس أهه.  لم يصدق نجيب ما حدث بهذه السرعة. راح يقبل قائد السيارة، ثم هرول وهو لا يكاد يصدق ما حدث. ليس لأن الله نجاه من هذا الحادث الذي كان من الممكن أن ينهي حياته في لحظة، بل لأن هذه أول نبوءة تحدث له من بين ما قالته له السيدة الفرنسية: «حادث تصادم أتوموبيل سينجيك الله منه!».بقدر سعادة نجيب بتحقيق هذه النبوءة، بقدر ما سببت له مزيداً من الحيرة. فراح يسأل نفسه في حيرة: «وماذا بعد؟!».غادرت السيدة الفرنسية وزوجها نجع حمادي، وعاد نجيب إلى عمله وروتينه اليومي، غير أنه مل في انتظار تحقيق شطر جديد من نبوءات السيدة الفرنسية، فنسى الموضوع ونسى أمرها كله، حتى فوجئ بخطاب يأتي له من القاهرة، أمسك الخطاب بيده وراح يفكر فيمن أرسله، وماذا يحمل له من أخبار. لعل عزيز عيد أرسل يستعجل حضوره إلى القاهرة، فقرر بينه وبين نفسه أنه إذا كان الأمر كذلك، سيرد عليه بأن ينسى أمر هذا الموضوع مؤكدا له أنه سعيد بحياته هنا. لكن يا لها من مفاجأة، فالخطاب من السيدة لطيفة والدة نجيب: ولدنا الحبيب/ نجيبأرجو أن تكون بخير وبصحة جيدة. أنا وأخوتك توفيق ويوسف وجورج بخير ولا ينقصنا إلا رؤياك.  ولدى الحبيب… أعلمك بأن زكي أفندي شيخ الحارة كان قد حضر إلينا الشهر الماضي ومعه ورق القرعة بخصوص طلبك للجهادية، ولكننا قمنا بدفع «البدّلية» لك، وتم إعفاؤك من الذهاب إلى الجهادية.اطمئن يا ولدي والتفت لعملك ولا تحمل هم أي شيء.والدتك الحبيبة لم يصدق نجيب السطور التي يقرأها، لدرجة أنه أعاد قراءتها ثلاث مرات. دفعت له والدته «بدّلية» الجيش لإعفائه من أداء الخدمة العسكرية، من حقه أن يسعد بما فعلته والدته لأجله حتى تضمن له مستقبله. لكن الأهم أن ما حدث هو النبوءة الثانية… حقاً إنها النبوءة الثانية التي أخبرته بها السيدة الفرنسية، فيبدو أن هذه السيدة على حق… لكن كذب العرافون ولو كانوا صادقين. هكذا تقول الأديان كافة، لكن ما تفسير ما يحدث هذا؟ ربما هي الصدفة، لكن ماذا لو لم تكن الصدفة؟ هذا يعني أن النبوءة الثالثة في الطريق. لعن نجيب السيدة الفرنسية ويوم لقائها، فقد كان على وشك نسيانها ونسي

 
242
Shares
242   
 
 
  

عن admin