حب بالصدفة – http://www.kolalnaseg.com
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخر الأخبار / حب بالصدفة

حب بالصدفة

Spread the love

                  حب بالصدفة

ذات ليلة باردة من شتاء إحدى السنوات كانت تنظر تلك الفتاة العشرينية لملامحه أمامها على شاشة اللاب توب متحيرة كيف لتلك الملامح ان تدخل قلبها دون معرفة سابقة . دون لقاء .. دون اي كلمة قيلت بينهما … وظلت شريدة الذهن إلى أن سمعت طرق باب غرفتها فاستيقظت من شرودها وأحلامها … إلى أن دخلت والدتها سائلة إياها أراك متغيرة ؟
فردت عليها بصراحتها المعهودة فلم يكن لها من الأصدقاء سوى والدتها وقصت لها أن رجلا خمسيني من متابعيها على موقع التواصل الإجتماعي تشعر تجاهه بالإرتياح، وبعفوية الأم الصديقة دعت الله أن يجعله نصيبها.
تعالت ضحكت الفتاة مندهشة من رد فعل والدتها وما لبثت إلا أن وجدت طلب صداقة مرسل منه فاستشارت والدتها التي نصحتها بقبوله وأن لا تغلق باباً قد يكون الله أرسله لها من خلاله .. وبدأ بينهما أول كلمات تعارف، إلى أن فوجئت به يصارحها بإعجابه الشديد بها بل بحبه الذي يخفيه من فترة ولا يعلم كيف يصل اليها وكيف ستتقبل الأمر ..

وفور قراءتها لتلك الكلمات لم تعلق عليها وأغلقت جهاز اللاب توب كأنها لم تقرأ شيئا فهنا أحست بأنه كأي شخص يتلاعب بمشاعرها ليس أكثر فكيف له أن يحب فتاة لا يعلم عنها شيئا سوى بعض الكلمات والخواطر التي تكتبها يوميا على صفحتها .. كيف له يحب فتاة لا يعلم عنها شيئا سوى صورة لها على موقع اليكتروني … قررت الإبتعاد عن الظهور لعدة أيام فكانت كلما فتحت جهاز اللاب توب وجدت رسائل منه فترفض قراءتها واستمر هذا الحال لمدة ثلاثة أسابيع إلى أن قررت ان تطلب منه الابتعاد عنها .. فكان في انتظار رسالتها بفارغ الصبر فطلب منها أن تسمعه بقلبها لا بقراءة كلماته بعينيها فقط .. وصارحها بأنه وحيد في تلك الدنيا لم يجد من يحتويه ويحنو عليه إلى أن شاهد صورتها وأخذته عينيها إلى عالم من البسمة والجنون والرومانسية التي أجبرته على ملاحقتها برسائله … فواجهته بسؤالها كيف له أن يحبها دون أن يعرفها ؟ ففاجئها برده على سؤالها، أنه من كلماتها علم جيدا من تكون … فهي الأنثى التي ظل يبحث عنها لأعوام إلى أن بلغ الخمسين … وهي تقرأ كلماته وتحدثها نفسها بأنه كيف له أن يعلم أن القدر كما أرسلها له أرسله لها فقد كانت فتاة لا تعترف بالحب ولا تنظر لأمر إلا بعقلها إلى أن رأته هي أيضا شعرت بارتياح لملامحه، لنضجه الواضح في عينيه، لحزنه الدفين الذي قرأته بين خبايا ملامحه … ابتسمت بينها وبين نفسها وأكملت حديثها معه بكل كبرياء بأنها لا تقتنع بالحب وقلبها يؤلمها بما يشعر به من أحاسيس ليست معتادة لها، وبكل جرأة رجل شرقي لا يترك فرصة العمر تذهب منه طلب رقم والدها وحدثة على الفور حتى أنه خرج من عمله متجها لبيتها الذي يبعد مسافة المائة كيلو متر عنه وجاءت لحظة اللقاء بين عاشقٍ هائم لسنوات عن أنثاه المثالية وبين فتاة عشرينية عنيدة لم تعترف بالحب لأحد أبدا …

وما أن جاءت أعينها بعينيه إلا ووقعا في الحب الأبدي وقررا الإرتباط في أسرع وقت وقد كان، وبارك والداها الزواج وبدأت تعيش معه واحده من أجمل قصص الحب الرومانسية فكانت هي سلطانته، ووحده هو من ملك فؤادها فكانا يجلسا سويا يتهامسان ويضحكان كأن لا شيء في الدنيا يؤرقهما واستمرت الحياة هكذا … ولكن ، تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن … بمرور الوقت أصبح للحاقدين أصابع ونوافذ للدخول بينهما وجاءت المشاكل ولم يستطيعا التغلب عليها إلى إن وصلت إلى طريق مسدود انتهى بانفصالهما فعندما سمعت كلمة طلاق تخرج من شفتيه انهارت كما لو أنها لم تبك من قبل كيف حدث هذا ومتى – ولكن إيمانها بالقدر جعلها تبتعد وتنعزل تاركا له قلبها وعادت إلى ديارها كالطير الجريح
ومرت الأشهر ومرت سنة تلو الأخرى إلى أن طلب مقابلتها مرة أخرى فوافقت وذهبت متوهمه أنه سيعود اليها ويعودا لبيتهما في تلك المقابلة، ولكن ماحدث جعلها قررت الإبتعاد عنه نهائي.
قابلها بالشوق الذي يعرفه كلاهما وعانقها كما لو أنه لن يتركها أبدا ولكن فوجئت به يطلب المزيد من الوقت حتى يعودا مرة أخرى فعادت بعد ذلك اللقاء خائبة الآمال فابتعدت عنه وأغلقت كل أبواب الوصول إليها فإيمانها بأنه جرح كبريائها جعلها لا تراه مرة أخرى .. وابتعدت وتركته وحيدا يعشقها في صمت فهو يعلمها جيدا إنها لن تعود إليه لأنها عندما قررت أن تبتعد أدخلت نفسها في حياة أخرى اختارتها بالعقل لا بالقلب ودفنت قلبها في صفحة الماضي ولكنه لا يزال وسيظل يعشقها ويعيش على ذكراها معه فهو لم يطلب منها سوى إن تعطيه وقتا كي لايفترقا مرة أخرى لكنها لم تمهله الفرصة وذهبت عنه للأبد.

 
242
Shares
242   
 
 
  

عن fares saed