القاتل الصامت

القاتل الصامت

بقلم : محمد رباح
– هل تسمع أحياناً صوتاً يأتيك من داخلك كأنه شخص يتحدث إليك؟
– هل حدث أنك أردت الاستيقاظ مبكراً و سمعت صوتين من داخلك أحدهما يحثك علي النهوض و الثاني يشجعك على النوم ؟
– دعني اسألك ..؟
– لو أن رئيسك في العمل طلب منك في بداية الأسبوع مقابلته في مكتبه الخاص بعد أسبوع ..، ماذا سيخطر ببالك ؟
– طبعاً ستسأل نفسك العديد من الأسئلة ( لماذا يريد مقابلتي؟ ) ( ماذا يريد مني؟ ) ( ما الخطأ الذى فعلته؟ )
– تتوقع بالتالي كل السلبيات , أليس كذلك ؟
ولكن فى النفس الوقت هل من الممكن أن يدور في بالك بدلاً من كل هذه السلبيات شئ إيجابي ؟
– أشك طبعاً في ذلك .
بل من الممكن أن يتطور الأمر و تصاب بارتفاع ضغط الدم و غيرها من الأمراض.
ثم تتفاجأ بعد ذلك أن رئيسك هو أول المهنئين بعيد ميلادك !!!
– قال [ ديل كارنيجى] : إن أكثر من 93% من الأحداث التى نعتقد أنها ستكون سبباً فى حدوث الألم – بسبب تفكيرنا السلبى – لن تحدث .
– فنحن كثيراً نتحدث إلى أنفسنا و نتوقع السلبيات و الأمور السيئة التي قد تصل بنا إلى الموت أحياناً
– هل عرفت الأن من هو [ القاتل الصامت ] ؟
– إنه [ التفكير و التحدث مع الذات ] أولاً : هناك خمسة مصادر للتحدث مع الذات أو البرمجة الذاتية :
[1] المصدر الأول : الوالدان :
– هل تذكر أنه قد قيلت لك من قبل عبارات ( انت كسلان ) ( انت غبي ) ( انت فاشل )
يقول د/ هليمستتر : ( إنه في خلال ال18 سنة الأولى من عمرنا و على افتراض [ نشأتنا في عائلة ايجابيه ) إلى حد معقول قد قيل لنا أكثر من ( 148000) مره [ لا] أو [لا تعمل كذا ] في مقابل حوالي 400رسالة ايجابية .
و هذا بالطبع يعني أن آباءنا و أمهاتنا لم يكونوا سيئين و لكن للأسف لم يكونوا على دراية بأية طريقه أخرى أفضل .
[ 2 ] المصدر الثاني : المدرسه
– فما نسمعه في المدرسه سواء ايجابي أو سلبي يؤثر بشكل كبير أيضاً على البرمجة الذاتية لتفكيرنا .
[ 3 ] المصدر الثالث : الأصدقاء
يؤثر الأصدقاء على بعضهم بطريقة جوهرية حيث أنهم من الممكن أن يتناقلوا عادات سلبية مثل التدخين و الهروب من المدرسة و غيرها مما يؤثر في تفكيرعم و سلوكهم .
[ 4 ] المصدر الرابع : الإغلام :
أجريت دراسة عن الشباب في أمريكا ووجدوا أنهم يقضون حوالي 39 ساعة أسبوعياً في مساهدة التلفاز , و إذا رأى الطفل أن المطرب أو الممثل المفضل لديه يتصرف بطريقة معينة يقوم بتقليده
[ 5 ] المصدر الخامس : أنت نفسك :
– فإن ما تضعه في ذهنك بالإيجاب أو السلب ستجده في النهاية .
– و سنكمل في المقال القادم رحلتنا حول الحلول الجذرية للسيطرة على هذه المصادر و كيفية تعديل التفكير و مستوياته المختلفة .