امرأة التحديات أنت …

كتبت : خلود تيتي 

من أنت ؟..

نظر في عينيها مباشرة دون أن يرف له جفن

و قال بصدق شديد : أنت امرأة ناضجة لم يدرك أحد حتى اللحظة كيفية اقتطافك …

رمشت بعينيها خجلا لكن رادار عقلها أربكها حين رصد كل التجاوزات التي أصابت مشاعرها فكبحت انفعالاتها خوفا و أبقتها (( حرصا على السلامة )) ضمن الحدود الطبيعية ..

بخبرة لا يملكها إلا المتمرسون في الحياة و بنظرات عميقة ترافق الكلمات قال لها : تجردي ..

بهتت ، و قبل أن تنبس ببنت شفة قال لها ضاحكا : تجردي من جمودك ، من خوفك الذي يسكنك ، من قيودك التي تقيدك …

تبا للنساء لا يفهمن التجرد إلا من الثياب !!.. بادلته الضحك و احمرار خدودها يفضح أنها كسائر النساء لا تفهم الحياة مع الأخر إلا كما لقنوها معناها (( .. ثالثهما الشيطان ))..

و بتحول غريب ألقت كل أقنعتها و تجردت … أخذت تلقي بهمومها من نافذة عينيه الواحد تلو الأخر .. حتى أضحت بلا ساتر لعيوبها … باحت له بما تحب و بما تهوى حتى تلك الرغبات المتطرفة (( أوليست كل نفس أمارة بالسوء )) ؟؟..

كان يمعن النظر في عينيها بينما عقله يختزن كل تلك البيانات في كرت ذاكرته و ترك أصابعه على سجيتها تارة تعانق يديها اشتهاء و تارة تلتقط سيجارة فيشعلها و ينفث دخانها في وجهها لتحيطها بهالة كالملائكة احتراما …

امرأة التناقضات أنت …

قالها جاد امرأة التحديات أنت …

قالها بشكل حاد امرأة الشهوات أنت …

قالها و كانت رجولته لأنوثتها بالمرصاد ضحكت حتى اغرورقت عيناها بدموع انهزامية ..

لم تقدر على مقاومة تسلله لداخلها ، لقد استولى على أحلامها ، بل حرر المارد المخنوق في قمقم جسدها و أطلقه إلى فضاءات خيالية مهزومة هي أمام حضوره و قوية هي إن شاء لها الإستمرارية.