مشعوط و لا مجنون
مشعوط و لا مجنون
حبك نوعه إيه ؟
أيهما تفضل … عزيزي القاريء
أن تبدأ حياتك بقصة حب مشعوط و لا مجنون ..؟
هل تختار قصة حب توحى بمستقبل رومانسى جميل …
أم تختم حياتك و أنت بأجمل و أعمق وأجن قصة حب مرت بحياتك !!!!
الحب الأول …. أم الحب الأخير …؟؟؟
سؤال محير .. لكن يستحق التفكير .
يقال أن الحب الأول هو الحب الأهم أو الأصدق ..هل أنت مع ما يقال عزيزى القارىء …
أم أنت مع الحب الأخير …؟؟؟
النوعين من الحب صادقين … كيف . ؟؟؟ … و لماذا !!!!
كيف… لأنك في قصة الحب الأخير لم تعد أنت، ذلك الشخص صاحب قصة الحب الأولى .
إنك الأن شخص آخر في أشد الحاجة الى الجنون !!!
فالحب الأول شعوطة ، و مجرد الشعوطة لم تعد كافية.
أنت في حاجة الى الجنون ..
أي جنون ؟؟
إنه جنون الحب …. جنون المحبين.
لماذا ….. ؟؟؟؟ !!!!!
لأن مجرد قصة حب مشعوطة رومانسية لم تعد تحركك .. بعد كل ما مر بك من أحداث على مر السنين .. بعد كل ما عشته في حياتك من أفراح و أحزان، من قبض و بسط … من أزمات وإأنفراجات .
لماذا … ؟؟ مع إن الحب الأول كان رومانسى مشعوط بمشاعر أصدق ما يكون، بل و ربما لو عاد بك الزمان للوراء لأخترت نفس الأختيارات .. نفس الحب النقى، نفس المشاعر الرومانسية .. و السعي وراء تحقيق الحلم القادم من السماء الى واقع الحياة.
كما قال عبد الحليم: ( انا الهوا هوايا) .
نعم بالتأكيد كان الحب الأول أصدق ما يكون … لذلك كان مشعوط، ملىء بالأحلام، التي طالما تمنيت تحقيقها على أرض الواقع، إلا أنك الأن أصبحت أكثر واقعية فأدركت أن الواقع يختلف كثيرا عن الخيال..
و أن هنالك مسافة بين الحلم و الحقيقة ..
أصبحت رزين، رزين لدرجة الجمود، أنت الأن على أرض الواقع جذورك ممتدة للأعماق، أصبحت ثابت المشاعر في حالة سكون، تحتاج إلى زلزال لكى يحرك ذلك السكون ..
تحتاج مشاعر عميقة، تحتاج الى بركان من العواطف تصل بك لدرجة الغليان، تحتاج الى عواصف، الى جنون ..
كيف … و لماذا ؟!
لأنك الأن في العالم الواقعى ، المادي المحسوس .. لم تعد تحلق في السماء السابعة كما كنت .. تحتاج الى ذلك المجنون القادر على أختطافك من تلك الواقعية المادية الصارمه الى عالم آخر مجنون، ففى الحب المشعوط كنت حالم هائم، تسعى الى الهبوط الآمن بحلمك من السماء الى الأرض …
أما الأن أصبحت ثابت، جذورك مستقرة ممتده في عمق الأرض، لدرجة الحلم بالأختطاف من ذلك العالم الواقعى، من ذلك السكون .
حيث الطيران لعنان السماء لتحلق مع النجوم، الى عالم المجنون … و هل العمق في الحب جنون ؟؟؟
طبعاً … جنون .. و مش أي جنون ..
فلولا العمق في الحب ما وصف بالجنون …
و بعد كل هذا الجنون يا ترى كيف تصبح مجنون ؟؟
المشكلة ليست في كيف تصبح مجنون، بل مع من تستطيع أن تكون مجنون .. ؟؟؟؟
و كيف نتعرف على ذلك الحب المجنون ؟
تتعرف عليه حينما تصبح مجنون …
وما السبيل الى ذلك النوع من الجنون .. ؟ و ما هي علاماته على المجنون …؟؟؟
أهم علاماته الطيران …!!
فنحن حين نحب نطير بشغف، بجنون، أروحنا تطير ، تحلق بجنون ..
ولماذا الوصول لهذه الدرجة من الجنون … ؟
لأنه لا حرج على المجنون … لا عرف لا قواعد لا قيود لا توقع، لا حساب و لا عقاب على المجنون .
فما عليك سوى أن تدرك انك مقبل على نوع من أنواع الحب المجنون …
فإن طرت محلقا بين النجوم .. فأعلم أنك من المحبين بجنون ..
و مازلت أطرح عليك نفس السؤال عزيزى القارىء ..
أيهما تفضل .. حب ….. رومانسى مشعوط … يهبط عليك من السماء الى الأرض .. ؟؟؟ !!
أم حب … مجنون ينتزعك من أرض الواقع ليحلق بك طائرا من الأرض للسماء السابعة، الى عالم آخر مجنون… ؟؟؟!!!