لا تحاول أن تحب


                                                                            لا تحاول أن تحب؟

 

فعلا لا تحاول أن تحب.
و لا تبحث بين الناس عن حبك.
لأن الحب لا يأتي بالبحث و لا بالمحاولة.
فلا تحاول أن تجعل أحدا يحبك أي يقع في غرامك .
لأن الحب قدر، ولا أحد يختار قدره لأن ببساطة القدر مكتوب مسبقا.
فنحن نعتقد أننا نختار من نحب ، بينما نحن نختار ما قد أختاره لنا القدر !
ولا أحد يستطيع أن يهرب من قدره .. بل إن قدرك سيلاحقك أينما ذهبت .
فحلاوة الحب أن يأتي من تلقاء نفسه، فمجرد المحاولة هي نوع من أنواع الأقناع، و لا أقناع في الحب أيها المحبون ، الحب يأتي دون سبب .. يأتي لوحده كدة .
الست أم كلثوم قالت (الحب كده). 

و هو فعلا كده.
لا يأتي بالطلب ولا بالأمر.
لا بالذوق و لا بالعافية.
لا بالقوة و لا بالضعف.
لا يباع ولا يشترى.
لا يستجيب لمريد، ولا يقبل الإقناع.
بل يهبط عليك من دون أستئذان.
و لا يوجد له سبب محدد ، و لا وقت معروف.
لا وصفة سحرية ، و لا خلطة سرية مجربه يستطيع أحد أن يصفها
لك . فتتبع مقاديرها فتقع في الحب على نار هادئة أو على نار عالية .
و السؤال هل هناك من لم يقع في الحب و لو لمرة واحدة في العمر ؟؟ !!
و أقصد هنا بالحب الحقيقي بالغرام ، ذلك الذى يأتي فجأة ، دون سابق أنذار .
بالهيام الذى تطير بسببه العقول .
و هل الحب القادم الى روح القلب إلا ليهيم بالعقول !! .
ذلك الذى يأتي بلا سبب ، يا للعجب !
وأجمل ما فيه هو عنصر المفاجأة .
مفاجأة … توقيت حدوثه في حياتك ،
ومهما توقعت ، و تخيلت فلن تستطيع أن تتوقع توقيته و لا كيفية حدوثه . !
متى سيأتي الحب في حياتك ؟ لا أجابه !!
هل مقدر لك أن تحب أم غير مقدر لك ؟ أيضا، لا يوجد أجابه !!
مع من سوف تقع في الحب ؟
و كيف ستقع في الحب إن وقعت ؟
و ماذا ستفعل حينما تقع تحب ؟
تساؤلات كثيرة، في ما هيه الحب و تركيبته السحرية الغير عاديه، أما الإشارة فهي اندلاع الشرارة ، إشاره الإذن بالتلاقي … تلاقى الأرواح، و تآلف القلوب، دون اجتهاد في البحث عن الحب أو المحبوب أو حتى محاولة الوصول لحالة الحب، فالاجتهاد هنا قد يكون غير مطلوب.
فإما هناك حب .. أو لا حب.
لا اجتهاد ، لا إقناع في الحب .. ،بل ولا لمحاولة الحب ..
كيف تحاول أن تحب .. وفي محاولة الحب نوع من أنواع تطويع
الذات أو تدريبها أو ترغيبها على ما لا ترغب ..
فأين لذة العفوية في الحب و شغف اللقاء بالمحبوب . ؟
أين مفاجأت الحب الغير متوقعة للمحبين ..؟
أين لهفة الأحبة .. ؟
في محاولة الحب لا يوجد كل ذلك ..
فلا تحاول أن تحب .. !
ولا تحاول أن تقنع أحدا بأن يحبك .
لآنك إن حاولت فهو ليس حب إذا.  

إنما الحب لا يحتاج الى أي شيء ..
يحتاج أن يحدث فقط . !!
من تلقاء نفسه
لأن لكل روح، روح أخرى خلقت لها، فإن تلاقت الأرواح ، توافقت الرؤى ، هدأت النفوس ، وارتاحت الصدور .
و حدث مالم يكن منتظر أو متوقع حدوثة ..
أيه اللي حصل .. ؟ إزاى ده حصل … أهو د ه اللي حصل 

ألا و هى معجزة الحب ..
و هل يعد الحب من المعجزات الأن .. ؟؟؟ !!!!
نعم .. الحب مازال وسيظل أحد المعجزات رغم كثرة سماعنا عنه و
حدوثه من حولنا ..
إلا أنه أحد الأسرار الإلهية، فلكل قلب سر …
و هو لم يعط سره لأحد … !!!
.. فالحب هو احد المعجزات بين جميع المخلوقات على مر الزمن ..
لذلك اذا سألت يوما شخصا ، أين أنت الأن.. و أجابك …
بكل بساطة ….. بقلبك !

فلقد كان سؤالك عن الموقع الجغرافي .. لكن الإجابة جاءت كونية.
فأنت غير محتاج لمحاولة أن تحب .