“الإذاعة في ثوب جديد: بداية مرحلة يقودها د.محمد لطفي”


“الإذاعة في ثوب جديد: بداية مرحلة يقودها د.محمد لطفي”

بقلم: محمد هاشم

في لحظة فارقة من عمر الإذاعة المصرية، ظهر اسم الدكتور محمد لطفي ليكتب فصلًا جديدًا في تاريخ هذا الكيان العريق، مستندًا إلى خبرته كمخرج متميز ورؤيته كقائد واعٍ، جمع بين الأصالة والتطوير، وبين الحفاظ على التراث والانطلاق نحو المستقبل.

وسط عالم إعلامي سريع التغير، تظل الإذاعة المصرية علامة فارقة في ذاكرة ووجدان المواطن. واليوم، ومع تولي الدكتور محمد لطفي رئاسة الإذاعة، تبدأ مرحلة جديدة لا تعتمد فقط على الحفاظ على التراث الإذاعي العريق، بل تنطلق نحو الابتكار ومواكبة العصر.

رؤيته تعتمد على دمج الخبرة مع روح الشباب، والاستفادة من التطور التكنولوجي دون المساس بجوهر الرسالة الإعلامية. وهو ما ظهر جليًا في البرامج الجديدة، وعودة روح الحوار الحقيقي، وفتح المجال للمواهب الجديدة.

منذ توليه منصب رئيس الإذاعة المصرية، لم تكن رسالته تقليدية أو إدارية بحتة، بل اختار أن يُلهم العاملين برسالة شجاعة قال فيها:

يلا بدأنا مرحلة جديدة، يلا نشتغل!”

فكانت دعوته بداية حقيقية لنهضة إذاعية تعتمد على العمل الجماعي، والتجديد، وفتح أبواب الإبداع أمام الجميع.

رؤية الدكتور محمد لطفي لم تقتصر على تطوير البنية البرامجية فحسب، بل امتدت إلى تبنّي جيل جديد من الموهوبين، خاصة الأطفال، الذين وجدوا في الإذاعة حضنًا دافئًا وصوتًا يساندهم ويؤمن بهم. وقد ظهر ذلك جليًا من خلال برنامج “حقق حلمك” الذي تحوّل إلى منصة فعلية لاكتشاف ورعاية المواهب الصغيرة.

البرنامج لم يكن مجرد مبادرة عابرة، بل مشروع وطني وإنساني، جعل من الميكروفون منبرًا للحلم، ومن الإذاعة بيتًا للمستقبل. حيث أتاح للأطفال فرصًا نادرة لإبراز مواهبهم في مجالات مثل: التقديم، الغناء، التمثيل، الإلقاء، وغيرها، تحت إشراف خبراء ومبدعين يؤمنون بأن كل موهبة تستحق أن تُرى وتُسمع.

محمد لطفي لم يكن فقط إداريًا ناجحًا، بل هو مخرج إذاعي صاحب حس فني عالٍ، يرى أن الصوت رسالة، وأن الكلمة مسؤولية، وأن الإعلام لا ينجح إلا إذا كان صادقًا ومؤثرًا، لا مجرد وسيلة عبور.