شكرًا صافي.
شكرًا صافي.
كتب : د. محمد هاشم .
منذ خمس سنوات تعرفت على فتاة جميلة إسمها “صافي” بغرض الزواج على الطريقة التقليدية ..
كنت أعتقد أن مهنة الطب كفيلة أن تربحني تلك الصفقة،
لكن صافي كان لديها أولويات أخرى ،
بدأت تسألني : هل لك هوايات؟ كانت اجابتي – لا
هل تشاهد الافلام؟ كانت اجابتي – لا
هل تسافر؟ كانت اجابتي – لا
هل تقرأ؟ كانت اجابتي- لا
هل صعدت جبل؟ كانت اجابتي- لا
ماذا تعمل في وقت الفراغ إذًا؟ – لا أملك وقت فراغ.
سكتت لبرهة وقالت : – انت انسان عادي ،
قالت سأكون مهتمة أكثر لو كنت غير ذلك .
نزلت تلك الكلمات مثل الصاعقة على رأسي ، 15 سنة قضيتها تحت كتلة من الكتب الطبية وفي النهاية أحصل على لقب ( عادي ) !؟؟
عدت للمنزل وأذكر اني لم أنم ليلتها ، في الصباح حجزت طائرة الى أوروبا وتنقلت بين عدة دول ، بعد عودتي فكرت بالاتصال بها، لكن قلت هذا لا يكفي لأصبحَ غير عادي ،
لابد أن أقرأ ، اعتزلت البيت و قرأت العشرات من كتب الفلسفة و التاريخ والاجتماع ،
بعد ان انتهيت قلت هذا لا يكفي ،
امضيت شهرا كاملا في مشاهدة اهم الافلام ،
وعندما انتهيت قلت هذا لا يكفي .. !!
تعلمت ركوبَ الخيل والموسيقى والتصميم والتصوير وقمت بالعديد من الهوايات الخطرة ،
وعندما انتهيت قلت هذا لا يكفي ،
عليَّ أن أصعد لقمة جبل .. وبعد رحلة شاقة لمدة اسبوعين ، وصلت للقمة ، مددت ذراعي ورفعت رأسي ، شعرت حينها ان هذا يكفي ،
لكني فجأة لم اعد ارغب بالعودة لصافي ، لقد أصبحتُ إنساناً غير عادي وأصبحت صافي عادية ..!!
شكرًا صافي